حمزة مصطفى
تفاخرت عصابات داعش الارهابية كونها استطاعت النيل من «علي وعمر» في ساحة الطيران. مع ذلك فإنها ليست هي المرة الأولى التي يقتل فيها عمر وعلي الأربعة عشر قرنا الماضية. لست بحاجة الى الاتيان بالأدلة التي تثبت صحة كلامي، يكفي تصفح كتب التراث أو المدونة التاريخية الإسلامية بنسختيها السنية والشيعية على امتداد كل هذه القرون ستجدون أن عليا وعمر هما الأكثر قتلا واغتيالا وغدرا من بين كل ما أطلق على تسميته «السلف الصالح»، عمر وعلي طفلا ساحة الطيران اللذان حظيا دون باقي شهداء الحادثة الإجرامية بهذا القدر من الاهتمام لدى الناس وفي السوشيال ميديا، لأنهما يحيلان الى ماهو راسخ في الوجدان والضمير رمزيا وواقعيا حول علي بن أبي طالب (كرم الله وجهه وعليه السلام) وعمر بن الخطاب (رضي الله عنه». علي وعمر بقدر ما نال كلاهما المزيد من التبجيل والتعظيم والاحترام، فإنهما تحولا في ما بعد محورا لخلاف يقول المنصفون من المؤرخين والباحثين إنهما لم يكونا طرفا فيه.
ومع كل من محاولات التشويه وتعميق الخلافات وبث المزيد من روح الكراهية على نصوص ومدونات فيها من الغث أضعاف مما فيها من الثمين، لم يستطع أحد نزع المثال الذي كان علي وعمر، وبصرف النظر عما تقوله المدونات، فإن اسمي عمر وعلي كانا وما زالا أجمل اسمين لدى المسلمين، بعد اسم النبي الأكرم محمد (ص). فعلي ابن أبي طالب كان بلا منازع بطل الإسلام وفقيهه وبليغه الأول وزاهده الأعظم ورابع الخلفاء الراشدين، وعمر بن الخطاب كان هو الفاروق العادل وثاني الخلفاء الراشدين، وبالرغم من كل ما احتوته المدونة التراثية والتاريخية بشأن حقب الإسلام المختلفة ومواقف الرجال وصناع التاريخ فيها، فإن فترة الخلافة الراشدة بإعتراف الجميع بمن في ذلك المستشرقين هي العصر الذهبي للإسلام.
في بيوت العراقيين من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب شيعة وسنة عربا وكردا وتركمانا لا يوجد أجمل من اسمي (علي وعمر)، هذا الأمر لا يتعلق بمصادفة من مصادفات التاريخ بقدر ماهو اعتراف بأهميتهما ورمزيتهما ومكانتهما، لذلك فإن حادث ساحة الطيران ليس بمعزل عن كل هذا التاريخ الطويل، كان لا بد من استهداف عمر وعلي. ومثل كل مرة عبر 15 قرنا فإن موتهما.. انتصار.