التيار العوني: الحريري ينتظر الضوء الأخضر من الخارج

الرياضة 2021/01/26
...

  بيروت: جبار عودة الخطاط
 
بعدَ فترة من الصمت الذي أبداه إزاء تعثر مبادرته وإخفاق ساسة لبنان في الاتفاق على الحكومة التي كان من المفترض ولادتها من رحم المبادرة الفرنسية، أكد الرئيس الفرنسي إيمانيول ماكرون، إنه سينسق مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني والوضع في لبنان. 
يأتي ذلك في وقت تدور فيه عملية تشكيل الحكومة اللبنانية في متاهة غريبة يختلط فيها حابل المؤثر الخارجي مع نابل التقاطعات الداخلية، والسؤال هو أين أصبح مسار التشكيل؟ وما هو المعوق الحقيقي؟، التيار الوطني الحر وعبر عضو تكتله النائب سيزار أبي خليل يجيب على ذلك بتشديده على أن «هناك جهة إما غير قادرة أو غير راغبة بتشكيل حكومة، ورئيس الجمهورية ميشال عون أوضح موقفه في بيانات عدة، وفي المقابل هناك سكوت ولامبالاة من قبل رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري».  
يضيف أبي خليل أن «الحكومة لم تتشكل للأسباب التالية: أولاً هناك تعهدات خارجية وداخلية متناقضة قام بها رئيس الحكومة المكلف، ثانياً هناك رغبة بالعودة إلى ما قبل 2005 وضرب الشراكة والتمثيل الصحيح، ثالثاً هناك من ينتظر الضوء الأخضر من الخارج»، متابعاً «لم يكن التعاطي في الجلسات الـ13 من قبل الحريري جديًّا ولا يؤشّر إلى نيّة بالتشكيل إنما بكسب الوقت».
ولفت أبي خليل إلى أن «الحريري قدّم تشكيلة للرئيس عون لا تحترم الميثاق والدستور»، مردفاً أنه «كانت هناك تهديدات بعقوبات على بعض الفرقاء إذا شُكّلت حكومة بوجود حزب الله، ولذلك، كان الانتظار من أجل تغيير الإدارة في أميركا».  
أما الإعلامي اللبناني عماد مرمل فيعلق بشأن مسار التشكيل المتعثر، بقوله: «بعدما انتهى مفعول ذريعة انتظار نتائج ​الانتخابات الأميركية​ ثم انتظار تسلّم ​جو بايدن​ مقاليد ​السلطة​، انتقل هواة ربط مصير ​الحكومة​ باتجاهات الرياح الخارجية الى ترقب انعكاسات وصول بايدن على مستقبل العلاقة بين ​واشنطن​ ​وطهران​، وتحديداً لناحية احتمال تجدد التفاوض بشأن ​الاتفاق النووي​ مع ​إيران​، حتى يبنى على الشيء مقتضاه إقليمياً، لكن، هناك في المقابل من يصرّ على أنّ المأزق داخلي بالدرجة الأولى، ويرتبط بالنزاع بين ​الرئيس ميشال عون​ والنائب ​جبران باسيل​ من جهة والرئيس سعد الحريري من جهة أخرى» .
يضيف مرمل «يبدو انّ لدى عون قناعة، كما توضح الاوساط القريبة منه، بأنّ التأخير في ولادة الحكومة يعود إلى ان الحريري (متردد، وعاجز، وحائر، وخائف)، للاعتبارات الآتية: (الموقف السعودي) تلفت اوساط ​القصر الجمهوري​ الى أنه إذا كان رحيل ​دونالد ترامب​ قد أراحَ الحريري نسبيّاً من هاجس ​العقوبات الأميركية​، فهو لا يزال يأخذ في الحسبان الموقف السعودي المُتشدّد في رفض التعاون مع اي حكومة تضم  حزب الله». 
ويمضي مرمل شارحاً «كما تعتبر أوساط ​بعبدا​ انّ الحريري بات أسير الالتزام الذي قطعه للثنائي الشيعي بإعطائه ​وزارة المالية​، وهو الأمر الذي لا يزال يعارضه عون على قاعدة رفض الاستنسابية في المداورة».