تتقدم الولايات المتحدة على سائر منافسيها في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي واستخدامها، بينما تسجل الصين نمواً متسارعاً في مقابل تأخر واضح للاتحاد الأوروبي، على ما أظهرت دراسة نُشرت نتائجها الاثنين الفائت.
وقيمت الدراسة التي أجرتها مؤسسة تكنولوجيا المعلومات والابتكار، الذكاء الاصطناعي بالاعتماد على 30 مقياساً منفصلاً بما يشمل المواهب البشريَّة والنشاط البحثي والتطوير التجاري والاستثمار في الأجهزة. وأظهر التقرير أن الولايات المتحدة تتصدر القائمة بمجموع 44,6 نقطة مئوية، تليها الصين بـ32 ثم الاتحاد الأوروبي بـ23,3. وخلص الباحثون إلى أنَّ الولايات المتحدة رائدة في مجالات رئيسة بينها الاستثمار في الشركات الناشئة وتمويل البحث والتطوير. لكن الصين خطت خطوات كبيرة في مجالات عدة. وفي العام الماضي كان البلد الآسيوي العملاق يضم 214 جهازاً من أصل أقوى 500 كمبيوتر خارق في العالم، في مقابل 113 جهازاً في الولايات المتحدة و91 في الاتحاد الأوروبي. وقال دانيال كاسترو مدير مركز ابتكار البيانات التابع للمركز، وهو المؤلف الرئيسي للتقرير: إنَّ "الحكومة الصينية جعلت الذكاء الاصطناعي أولوية قصوى وهذا ما تظهره النتائج". وأضاف "على الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي الانتباه إلى ما تفعله الصين والتفاعل معه، لأن الدول التي تقود تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي ستصوغ مستقبلها وتحسن قدرتها التنافسية الاقتصادية بشكل كبير، في حين أن الدول التي تتخلف عن الركب تجازف بفقدان قدرتها التنافسية في الصناعات الرئيسة". وسجل الاتحاد الأوروبي تأخرا ملحوظا في تمويل رأس المال الاستثماري والأسهم الخاصة، بينما كان أداؤه أفضل على صعيد البحوث المنشورة. وبيّن التقرير أن الصين نشرت 24929 عملاً بحثياً عن الذكاء الاصطناعي في 2018، وهو آخر عام توافرت فيه البيانات، في مقابل 20418 في أوروبا و16233 فيأميركا. لكنه أشار إلى أن "جودة البحوث الأميركية في المعدل لا تزال أعلى من مثيلاتها في الصين وأوروبا". كذلك خلصت الدراسة إلى أن أميركا "لا تزال رائدة عالمياً في تصميم الرقائق لأنظمة الذكاء". وبحسب التقرير، يتعين على أوروبا في حال أرادت الحفاظ على قدرتها التنافسية، أن تعزز الحوافز الضريبية، وتوسّع معاهد البحوث. ولكي تحافظ الولايات المتحدة على ريادتها، يجب عليها وفق التقرير، تعزيز دعم أبحاث الذكاء الاصطناعي ونشرها، وتكثيف الجهود لتطوير مواهب الذكاء الاصطناعي محلياً مع جذب أفضل المواهب من سائر أنحاء العالم.