محمد صادق جراد
تفجيرات ساحة الطيران في بغداد تعيد الذاكرة العراقية الى زمن الحرب وطعم الموت ورائحة الدماء، بعد فترة من الهدنة بين المواطن العراقي وبين التفجيرات التي تستهدفه في الاسواق والتجمعات السكانية .التفجيرات كانت تحمل بصمات العصابات الارهابية كونها تفجيرات انتحارية استخدمت فيها الاحزمة الناسفة، الا انها ربما لا تخلو من رسائل مبطنة لجهات متصارعة على السلطة في العراق، بأن جهات اخرى بإمكانها اعادة تشغيل ماكنة الموت من جديد وانها قادرة على زعزعة الملف الامني في العراق، ان لم يكن لها نصيب في المكاسب والمغانم في الانتخابات المقبلة.
تأتي تفجيرات بغداد في هذه الفترة بالذات لزعزعة الوضع الامني، حيث يسعى البعض الى استخدام العصابات الارهابية كأداة لاستهداف المواطنين الأبرياء في الأسواق والمدن العراقية، سيما العاصمة بغداد لتنفيذ اجنداته المعادية للعراق ومحاولته استهداف الاستقرار والامن في البلاد .
ان هذه التفجيرات لا تستهدف حياة المواطن العراقي وحسب، بل تستهدف امن واستقرار العاصمة والذي ينسحب بالتالي على استقرار البلاد اقتصاديا وامنيا، ويؤدي الى غياب الثقة بالبيئة الاستثمارية في العراق وابعاد رؤوس الاموال عنها، بما يسهم في ابقاء الوضع على ما هو عليه، الذي يخدم البعض من الفاسدين بما يضر بالمصلحة الوطنية العراقية .
ان استمرار حدوث مثل هذه الخروقات الأمنية يجعل الحكومة أمام ضرورة مراجعة خططها الأمنية في العاصمة، وتقديم أولوية الحفاظ على أرواح المواطنين على الأولويات الأخرى .
وعندما يتعلق الأمر بأمن وسلامة المواطن العراقي، فإن الحاجة تصبح كبيرة لاتخاذ قرارات وإجراءات جريئة وحازمة بعد حدوث التفجيرات، كمحاسبة القائمين على الملف الأمني في تلك المناطق وتشريع قوانين خاصة بمكافحة الإرهاب واستقدام أجهزة متطورة للكشف عن المتفجرات .
ان هذه التفجيرات تهدد أمن المواطن العراقي في كل مكان، وان تكرارها وخاصة في العاصمة بغداد ستكون له تداعيات كبيرة، أهمها فقدان ثقة الشعب بالقوات الأمنية وبالحكومة وبقدرتها على حفظ الأمن، ومن هنا أصبحت الأجهزة الأمنية أمام مسؤولية كبيرة للوقوف بوجه هذه المخططات الإرهابية، التي تستهدف امن المواطن البسيط في الأسواق والشوارع الآمنة، كما تقع المسؤولية أيضا على عاتق المواطن العراقي، الذي يجب ان يعي أهمية دوره في تحقيق الأمن والاستقرار من خلال تزويد القوات الأمنية والجهات الاستخبارية بالمعلومة الصحيحة والدقيقة، التي تسهم في كشف المخططات والعمليات الإرهابية ومن يقف وراءها لان تحقيق الامن مسؤولية الجميع .