علي الخفاجي
تقاد الجماهير بشكل شبه حصري من قبل اللا وعـي وغالباً ما يكون اللاوعي جمعيا نتيجة غرس فكرة معينة من قبل أحد الأفراد، غالباً ما يكون هذا الفرد ذا مقبولية اجتماعية أو سياسية أو دينية، يسعى لإيصال هذه الفكرة الى فرد أو جماعة، فالـلا وعي ليس بالضرورة شيئا سلبيا، فهنالك الكثير من الأمور نقوم بها بشكل غير واعٍ وتقوم بمؤداها بمعنى أنه جزء من عقلنا الذي يشعـر ويفكر خلف الجدار، اي نملك عقلاً ثانوياً مع عقلنا.
ما نبحث عنه في سايكولوجية الفرد هي الصورة المنبثقة عن أفـكاره ومخيلته، فمرة تكون الصورة عبارة عن خيال، فليس بالضرورة أن تكون هذه الصورة واقعية بل ممكن أن تكون من نسج الخيال، فممكن أن تكون الصورة عبارة عن ديناميت ليفجر المخيلة لتجعل من الفرد سريع الإنفعال، وبالامكان أن تكون الصورة مهدئة للفرد، فتجعله حملاً وديعاً صاحب فكرة ومنطق لا يتأثر بالانفعالات الهوجاء، فالصورة اياً كانت ايجابية أم سلبية، فهي تنتج للكلمة تصوراتها، فهي تعبير ما بالذات من شعور، فهي الا معانٍ متحركة ومتغيرة تختلف من شخص لآخر ومن مجتمع لآخر، والكلمة تعبر عن الآنية الزمانية فلا يمكن أن نفسر الكلمة في وقتنا نفسها في وقت مضى، بمعنى الكلمة هي نفسها عند النطق لكن تتغير من زمن لآخر ويتغير معناها، فالكلمة أما أن تكون معبرة ذات دلالة تؤدي مبتغاها بشكل سليم وهادف يستهدف الشيء المقصود أو تكون كلمة سامة غير هادفة غايتها الايذاء، فهي تتحمل عدة معان على اختلاف البيئات والطبقات الاجتماعية.
العبارات التي تعد نسيج الأفكار من المخيلة والواقعية اياً كانت هذه العبارات، فهي نتاج الصورة والكلمة، فالعبارة قوتها كقوة السيف سواء كان استخدامها ايجاباً أو سلبا منها ما يكون ذا تأثير بالنسبة للمجتمع كأن تحتوي على كلمات ثورية أو صور واقعية، فهي المسؤولة عن عواطف الناس تتحكم بها، خصوصاً إذا كانت هذه الجماهير محرضة بذكاء، فإنها لن تقوم بأي عمل الا بتوجيه، فهي تعمل بشمولية مطلقة لإرضاء الرغبة الدفينة التي تجدها عند أغلب الناس نتيجة بداوة وغرائز متوارثة.