بأي ذنب يقتل العراقيون؟

آراء 2021/01/30
...

  د.عبد الواحد مشعل

 جريمة بشعة أخرى ترتكب بحق العراقيين الكادحين الباحثين عن قمة عيش شريفة، جريمة أدمت قلوب العراقيين بمختلف توجهاتهم وثقافاتهم، فالكل خاسر، فأبناء العراق لم يجدوا فترة  رخاء، وراحة بال واحدة في حياتهم، على الرغم من تربع مجتمعهم على ثروات هائلة إذا توفرت لمجتمع آخر، 
لكان في مصاف المجتمعات المرفهة عالميا، فمن جريمة العائلة المالكة الى الصراعات الدموية بين الفرقاء السياسيين في الدولة العراقية الى موجة العنف الطائفي الى موجة الإرهاب الأعمى، والعراق ينزف دماء زكية بلا ذنب، والسؤال المركزي الذي ينبغي أن يطرحه كل فرد بأي ذنب يقتل العراقيون؟ وعلى كل أبناء العراق أن يدركوا بأن قوى الإرهاب تعمل على إلحاق أقصى الخسائر بهم وبهذا البلد الذي عرف أهله بالطيبة والكرم، فهل من نهاية لنزف دماء الأبرياء والفقراء والكادحين؟، فالمسؤولية المجتمعية تدعو العراقيين جميعا الى نفض عنهم كل إشكال الانقسام، وأن يكونوا يدا واحدة ضد الإرهاب الذي يستهدفهم جميعا وبلا رحمة، ان الجريمة الشنعاء التي وقعت الخميس في بغداد تحتم على إدارة الدولة إعادة النظر في خططها الأمنية والقيام بإجراءات صارمة لحماية أرواح العراقيين، فالمخاطر التي تحيط بهذا البلد ضخمة وينبغي التفكير جديا بإصلاح الوضع من الداخل، وجعل كل فرد عراقي بمثابة العين الساهرة على أمن وقيم مجتمعه، وان يكون سندا للقوات الأمنية، وظهيرا أمينا لها، فمن خلال إشاعة الوعي الأمني لكل إفراد المجتمع سيحد ذلك من جرائم الإرهاب ضد المجتمع وقيمه الحضارية، 
فالذي حدث في ساحة الطيران في مدينة بغداد من إزهاق الأرواح البريئة، يجب أن نقف عنده ونتعامل معه بعقلانية وعلمية لمنع تكراره مستقبلا بإجراءات عملية وحقيقية، والعمل بكل جرأة على معالجة الخروقات التي قد تحصل هنا أو هناك، فليس من الصحيح أن نقف إزاء الإجرام، من دون وضع آليات حازمة ضده بدءا من توظيف وسائل الإعلام في بناء المواطنة العراقية، الى بناء سياج وطني داخلي يحمي المجتمع من الإجرام الإرهابي، فالرحمة والمغفرة من الله على الأرواح الطاهرة التي أزهقت بلا ذنب والشفاء العاجل لكل الجرحى.