حمزة مصطفى
أعلنت منظمة الشفافية الدولية أن العراق لم يعد في ذيل قائمة الفساد مثل كل مرة في كل عام، وعلى مدى السنين الماضية لا يتقدم علينا سوى جنوب الصومال والسودان، العام الماضي تقدمنا تراجعيا 6 درجات وهو مؤشر جيد نسبيا على الأقل، الدول ذات الجودة العالية في الشفافية بقيت مثلما هي شأن الإمارات العربية المتحدة أو قطر، مثلما بقيت دول أخرى في مؤشر الرداءة مثل ليبيا، أو
الصومال.
شخصيا فرحت لهذا الخبر، يعني "أكو" تطور إيجابي ولو بطيء، فرحي بهذا الخبر لا يقل عن فرحي بتصديرنا 40 طنا من الطماطم الى المملكة العربية السعودية عبر منفذ عرعر.
المثل يقول العافية درجات، اليوم تتقدم خطوة في محاربة الفساد غدا تتقدم عدة خطوات فيبدأ سجلك يتحسن رويدا رويدا، اليوم تصدر طماطم غدا تصدر بطاطا وبعد غد احتمال نصدر القرنابيط، ماذا ينقصنا؟
لا شيء، نهران عظيمان يتلويان عطشا في بلاد سميت باسميهما "بلاد ما بين النهرين", مرة بسبب شح المطر ومرة بسبب سد أليسو وفي كل المرات بسبب استمرارنا على طرق السقي نفسها منذ زمن حموراني الى اليوم، الشيء الوحيد الذي تغير حسب علمي هو استبدال المحراث الذي يجره حمار أو بغل بالجرار الزراعي الذي تجاوزته الحداثة
الزراعية.
بين تقدمنا إيجابيا على صعيد مؤشر الفساد وبين قيامنا لأول، مرة بتصدير بضاعة أخرى غير النفط أمر قد لا يترتب عليه نجاح كبير ما لم نعالج التواطؤ في التعامل مع محركات الفساد، فمثلما يوجد لدينا من يحارب الفساد، هناك من يعرقل الحرب على الفساد بأساليب شتى بعضها لاتخطر حتى على بال الشيطان.
لا يوجد على حد علمي وعلم الشرطي "الواقف" أمام مبنى جريدة الصباح من يطالب بإنزال القصاص بحيتان الفساد. إعمل "تسيت" لمجموعة من رافعي أصواتهم عاليا، أطلب من منهم "يسوون تحليل وسونار ومفراس" لقياس مؤشر الصدق لديهم، تجد النتائج نظيفة بيضاء تماما،
هناك من لديه جرعة زيادة "شوي" بالتصريحات والبيانات، وهناك من يطمطم أو يطوطئ أو يبربر أو يتبربر، وهناك من يريد محاربة الفساد شرط أن يكون بعيدا عن
ساحته.