كأحلام تتآكل في رأس النائم

ثقافة 2021/02/06
...

أحمد ساجت
 
 (1)
مثلما ارتكبت حماقة الولوج إلى 
صُدف الأوان، تاركاً خلفي أشجار مفجوعة 
وجثثا لكلمات تنتمي لأحشاء مُهملة..
مثلما أوقدت غابات البهجة 
ومددت طوق النجاة ليد بلا حراسة
مثلما سرتُ على حبلٍ مُتخيل ظاناً أنه الصراط 
وسقطت في نار الليل المنسي 
الليل الغافل عن سواده
والقابض على جمرة الساهرين بعناد...
مثلما ارتسمت ملامح حزن
في أصداء المدينة
وكتبت على الواجهات نشيج اليأس
مثلما أهب العاصفة حوارها عن المقبل المجهول.. 
أراهم يراقبون الأحلام
وهي تتآكل في رأس النائم
ويضعون على دم الشوارع أغصاننا المكسورة 
إنهم رصاص يتسلل إلى جسد
ولدغ يسمم الليالي بمرارة لا تكتمل.
 
(2)
في الليل
نعود إلى حيث ضراوة لا تهدأ
العتبات مجنونة
والطرق تحفل بنصال لا مرئية
في الليل المرويات لا تكذب
ووجهكِ اللائذ بالنجمات يشي بي الى شطب 
النسيان من حياتي.
في الليل نعود إلى مراثٍ حبيسة
لطفولة القيظ والتساؤلات
وفيه ننساب إلى ثغر لا ينطق
إلى شجر عصي 
أو ثمار لا تمنح طعماً
فيه نُخادع الدمع
ونضفي على الروح أن تصمت 
بعد كل هذا التلظي
في الليل نهمس للموتى بالحقيقة
ولوجوهنا بالتساقط على شفا انتظارات 
مرتبكة أو جري لا ملاذ 
بعده ولا وصول 
ونثمل بأمنية أن لا نعود.