يعد كتاب (مدارات نقدية) للناقد فاضل ثامر إضافة جادة للكتابة النقدية في الأدب العراقي، بل الأدب العربي الحديث، وهو متابعة لأبرز موضوعات الخلق الأدبي والفني، سواء أكان ذلك الخلق عراقيا أو عربيا، بحسب لجنة التأليف والترجمة والنشر في دار الشؤون الثقافية العامة.
الكتاب الصادر حديثاً عن الدار اهتمت دراساته في النقد والحداثة والإبداع قسمت على ثلاثة مدارات اشكالية ومنها الرؤية النقدية، الرؤية الشعرية، الرؤية
القصصية.
ففي المدار الأول موضوعة النقد الأكاديمي في مواجهة شعرنا الحديث، يرى ثامر في قسم الخروج من الطريق المسدود، أن النقد تجمد في العراق للفترة من الزمن وتوقف عن "رصد وفحص التجارب الأدبية المعاصرة والاسهام بشكل فاعل في مسيرة الحركة النقدية المعاصرة" ويشير إلى أن انكسار هذا الجليد على يد مجموعة من الباحثين والدارسين الشباب ونجاحهم "في التعامل مع موضوعاتهم المعاصرة من زوايا نظرة نقدية حديثة مبتعدين بذلك عن تقاليد البحث الأكاديمي الذي كاد يتجمد منهجا وتبويبا ورؤية".
أما في أحد موضوعات المدار الثاني يتحدث ثامر عن جدل الحداثة في الشعر "إن مصطلح الحداثة قد أصبح في الوقت الحاضر واحداً من أكثر المصطلحات النقدية المعاصرة إشكالية للبس والغموض.
فالشاعر أدونيس الذي بدأ ينظر لمفهوم الحداثة منذ أكثر من ربع قرن، يعترف بعد فترة طويلة بحريته أمام دلالة هذا المصطلح ويعلن في بيان الحداثة الذي أصدره عام 1979 أنه لا يمكن أن يزعم أن تحديد ماهية الحداثة أمر سهل. فالحداثة في المجتمع العربي، كما يرى اشكالية معقدة لا من حيث علاقتها بالغرب وحسب بل من حيث تأريخه الخاص أيضا، ويذهب أبعد من ذلك فيعلن أن الحداثة هي اشكالية المجتمع العربي الرئيسة".
وفي المدار الثالث والأخير نأخذ موضوعة (القصة والتغير الاجتماعي) إذ يشير الناقد إلى سعي الدراسة هذه "للكشف عن مستويات التفاعل المختلفة بين الفن القصصي في الأدب العراقي – وبشكل خاص القصة القصيرة- وبين عملية التغيير الاجتماعي التي عاشها ويعيشها اليوم المجتمع العراقي منذ مطلع هذا القرن، إذ بدأت تختمر المحاولات الأولى في الكتابة القصصية وحتى الوقت الحاضر".
كما وقد تناول ثامر عناوين لدراسات أخرى في الكتاب الذي جاء في (416) صفحة من القطع الكبير، منها: (محاولة للوقوف أمام تجربة شعراء السبعينات الشباب، حوار الأجيال من الخمسينات إلى الثمانينات، القصة العراقية وعالم فؤاد التكرلي- ملامح بنية الإخفاق وبنية السرد، رؤية نجيب محفوظ للواقع العربي بعد
حزيران).