حميد طارش
قيل الكثير في الأمل وتشترك في التحفيز عليه الاديان والفلسفة والفكر والثقافة، بصورة عامة، والامل هو شعور بالخلاص من الألم وتحقق الرفاه وهو لاينفك من الارتباط بالتفاؤل، فلا أمل من دون تفاؤل والأمل ممكن أن يكون هو الحلم بأشياء جميلة قادمة تغمرنا بالفرح، ومقومات الأمل هي التأمل والتفكر وصياغة الامل، الذي يجب ان يكون متلائما مع قدراتنا ومؤهلاتنا وألا يتصف بالمستحيل ثم التمسك به وبذل الجهود لتحقيقه، ربما الأمل يكون مرتبطا اكثر بالشباب لضبط بوصلة حياتهم باتجاهه، الامل مختلف من حيث الدرجة والنوع، فهناك آمال كبيرة تعتريها صعوبات جمة وهناك آمال بسيطة تدفعك للشفقة على صاحبها والتعاطف معه، ويأخذك الحزن حين ترى حرمان اصحابها، نعم كم يؤلمك شاب يحلم ويتأمل فقط بالحصول على أي عمل ليتزوج ويعيش بآمان، لكنه لايفلح في ذلك فهذه الآمال تجاوزتها شعوب كثيرة لأنها تحولت من كونها آمالا واحلاما الى بديهيات وابجديات موجودة بوجود
الانسان.
لقد قدّر لي أن أرى آمال اسلافي وجيلي وجيل الابناء وسيلحقه جيل الاحفاد وقد ذهبت سدىً، بالرغم من بساطتها، بل ارى التراجع في سقف تلك الآمال بغية تحققها، لكن من دون جدوى، بل وزادت صعوبة وتعقيدا وحرمانا وأضيفت اليها من المسلّمات، فاصبح الأب يحلم بألا يتيتم اطفاله قبل الاوان، والزوجة ألا تتحول الى ارملة في مقتبل عمرها وهكذا تطول القائمة بما شابه ذلك.يزداد التخلف والأمية في زيادة مستمرة والفساد يطبق كفيه بلا هوادة، والقانون يغيب والمرض يعمّ والهوّة تتسع بين الاحلام والواقع، لتزداد قائمة الأمل بمفردات كان يجب وجودها او قل ألغت قائمة الامل
بالكامل.هكذا حياتنا من دون احلام، ما اصعب ان نحرم من حلم يبدد بعضاً من عتمة نفوسنا، فكيف سنقهر ذلك بعودة الامل والتفاؤل؟!