انتهاك

ثقافة 2021/02/08
...

 حسن النوَّاب
 
في الكأس الأولى يكون هادئاً؛
في الثانية،
يبدأ القصف التمهيدي، 
للذكريات في رأسه؛
في الثالثة،
تزدحمُ الصور الشعرية أمام ناظريه؛
في الرابعة،
تنزلقُ دمعة خرساء على خدِّهِ؛
في الخامسة،
يشتهي الكتابة لكنَّ كسله يمنعهُ؛
في السادسة،
يستمتعُ بمواصلة التدخين؛
في السابعة،
يتمنى لو هاتفَ زوجته
من بلادهِ إلى مهجرها 
لكنها نائمة الآن؛
في الثامنة،
تضجُّ روحه بالألم؛
في التاسعة،
يصغي إلى أغنية يا حريمه؛
وفي الكأس العاشرة
لا يعرف ما الذي حدث
لقد عادَ منذُ عامٍ إلى البلاد
حتى يموت فيها
هذا ما كان يتمناهُ 
في سريرة نفسه
إنَّهُ سينتحر
وجُلَّ ما يزعجهُ
أنْ يجدهُ الناس
متفسِّخاً في غرفته
التي لا يعرف مكانها
أي بشر.