ظريف: التفاوض بشأن الاتفاق النووي «انتهى»

قضايا عربية ودولية 2021/02/08
...

 طهران: وكالات 
 
 
قالَ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إنه لن تتم إضافة أي شيء أو شطب أي كلمة من الاتفاق النووي، مبيناً أن التفاوض بشأن الاتفاق انتهى وأن إيران موجودة في الاتفاق، ومن ينبغي عليه العودة إليه هي الولايات المتحدة».
وذكر ظريف في حديث متلفز نشرته وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية «إرنا»، أن «إيران أمضت المراحل المختلفة للمادة 36 من الاتفاق النووي، في حين انتهك نظام ترامب هذه المادة من دون المضي بمراحلها»، لافتاً إلى أن نظام ترامب «لم يخرق الاتفاق فقط بل أرغم أيضا الدول الأخرى، وأعضاء الاتحاد الأوروبي على خرقه».
وبشأن أوروبا، عد ظريف أن الأوروبيين مدينون للشعب الإيراني، وقال: إن «الأوروبيين ليست لهم أي سلطة على شركاتهم التي تأتمر بإيعازات أميركا»، وعما يتوقعه من إدارة بايدن قال الوزير الإيراني: إن «الوقت مازال متوفرا أمام إدارة بايدن لتعديل تصريحاتها»، معتبراً أنها «لم تتخذ القرار حتى الآن عما ستفعله»، قائلا: «تصريحاتها غامضة ولا معنى لها، ولكن مازال الوقت متوفرا أمامها لتعديل تصريحاتها».
وأشار ظريف الى أنه «لم يتم إجبار فرنسا على أن تكون عضوا في الاتفاق النووي، وإن من الطبيعي أن يكون ماكرون غير راض عن بعض القضايا في الاتفاق»، مؤكداً أن بلاده «تدعو لحوار بين دول المنطقة الثماني (دول الخليج وإيران والعراق) وتقول لماكرون إنه لا مكان لفرنسا على طاولة هذا الحوار»، وأضاف أن «إيران لا تفاوض الغرب على شؤون المنطقة بل هي مستعدة للحوار مع دول المنطقة ذاتها».
وقال وزير الخارجية الإيراني: إن «السعودية كانت تعول على ترامب وبعد رحيله عن السلطة لجأت إلى إسرائيل»، مؤكداً أن «السعودية تعيق أي مفاوضات بين إيران ودول المنطقة لأنها تعول على الخارج»، على حد قوله، وتابع «نقترح على السعودية والبحرين والإمارات وبقية دول المنطقة الجلوس إلى طاولة واحدة بإشراف الأمم المتحدة». وكان ماكرون قال الخميس الماضي، إنه سيدعم حواراً جديداً مع إيران بشأن الاتفاق النووي، معتبرا أن هناك حاجة إلى إيجاد سبيل لمشاركة السعودية وإسرائيل في الحوار.
في المقابل، أوضح مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، أنه طالب إيران، خلال مقابلة أذيعت أمس الأول الأحد، بوقف تخصيب اليورانيوم بما يتجاوز الحدود المنصوص عليها في الاتفاق النووي.
وقال المسؤول في تصريح صحفي نقلته وكالة “رويترز”: “عليهم التوقف عن التخصيب بما يتجاوز الحدود المنصوص عليها في خطة العمل الشاملة المشتركة”، وأضاف “لم يتغير الموقف الأميركي قيد أنملة، تريد الولايات المتحدة أن تعود إيران إلى الامتثال لالتزاماتها بموجب خطة العمل الشاملة المشتركة، وإذا فعلت ذلك، فستفعل الولايات المتحدة الشيء نفسه”.
وفي وقت سابق، أعلن بايدن أن إدارته لن تلغي العقوبات التي فرضتها الإدارة السابقة على إيران، قبل أن توقف طهران تخصيب اليورانيوم، من دون ان يوضح ما إذا كان يقصد مطالبة الحكومة الإيرانية بالتخلي التام من هذه العمليات أو فقط بعودتها لحدود الاتفاق النووي.
وتسمح هذه الصفقة لإيران بتخصيب اليورانيوم حتى مستوى 4%، لكن سلطات البلاد رفعت هذا الحد إلى 20 % في إطار خطوات لخفض التزاماتها ضمن الاتفاق رداً على انسحاب الولايات المتحدة منه في عهد الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، الذي فرضت إدارته سلسلة عقوبات موجعة على طهران بحجة أنها “تسعى للحصول على سلاح نووي” وأنها “تدعم الإرهاب” في الشرق الأوسط.
إلى ذلك، سلم رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف الذي يزور موسكو، أمس الاثنين، نظيره الروسي، رسالة من المرشد الأعلى في إيران السيد علي خامنئي إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
من جانبه، حذر قائد الحرس الثوري الإيراني، اللواء حسين سلامي، دول الجوار من “الإفراط في تطبيع علاقاتها مع إسرائيل، لأن النار ستكون في أي مكان يتواجد فيه الصهاينة، بحسب تعبيره.
وقال سلامي خلال مراسم تسليم وجبة كبيرة من القوارب الحربية السريعة للحرس الثوري في بندر عباس بجنوب إيران: “نحذر الدول التي طبعت علاقاتها مع الصهاينة، من أن إسرائيل شجرة ملعونة لن تجلب لهم سوى انعدام الأمن والنار”، وأشار إلى أن “السماح لإسرائيل بأن يكون لها موطئ قدم في الخليج، عداء للعرب والمسلمين”، موضحاً أن طهران تحذر الدول المطبعة من الإفراط في علاقاتها مع إسرائيل، “لأن هذا الزواج غير الميمون سيلقي بالطرفين في هاوية من نار”، على حد قوله.
ودعمت القوات البحرية الإيرانية، التابعة للحرس الثوري الإيراني، أمس الاثنين، أسطولها البحري بنحو 360 قطعة بحرية لوجستية، وبحسب وكالة أنباء “فارس” الإيرانية، فقد جرت مراسم الاحتفال بتسلم القطع في بندر عباس مركز محافظة هرمزكان جنوبي إيران، بحضور القيادات العسكرية.
كما أعلن الحرس الثوري الإيراني، أمس الاثنين، تشكيل وحدة مدفعية تابعة له بالتعاون مع القوة البرية للجيش الإيراني، وقال قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري، العميد حاجي زاده: إن “الوحدة والتكامل والتنسيق بين القوات أمر ذو قيمة، وأن التكامل والتفاعل بين الجيش والحرس الثوري الإيراني يمكن أن يكون نموذجا ونبراسا”، وذلك حسب وكالة “فارس” الإيرانية.