مئة الف بندقية

آراء 2021/02/09
...

 نوزاد حسن 
 بعد الهجوم الذي تعرض له مقر الحزب الشيوعي في النجف، جاءت الردود واضحة بالمطالبة بحصر السلاح بيد الدولة.
بلا شك لن تكون هذه هي الحادثة الاخيرة في سجل الخروقات والتجاوزات التي تقع وتعرض حياة الناس الى الخطر، لذا صار حصر السلاح المنفلت حلما شعبيا نتمنى ان يتحقق، لكي ننعم بالامن والسلام، وان تقوم القوات الامنية بضبط الأمن كمقدمة واجبة لاجراء الانتخابات، هذا يعني ان السلاح المنفلت بوابة للاخلال بأمن المجتمع، كل هذا يدعو الحكومة الى اتخاذ اجراء حقيقي لانهاء وجود هذا السلاح المنتشر 
بيننا.
 في الحقيقة مع كل خرق أمني او صراع عشائري، أتذكر صفحات مهمة جدا كتبها الملك فيصل الاول - رحمه الله- في اذار من عام 1932، وقد نشر هذه الصفحات المؤرخ عبد الرزاق الحسني في كتابه تاريخ العراق السياسي، جاعلا منها مقدمة لكتابه، وعبر الحسني عن اعجابه الشديد بتلك الصفحات التي اسماها بمذكراته، ولا أظن أن أحدا قرأ تلك الصفحات من دون ان يتعاطف مع قلق الملك فيصل الاول، ويحس بحزنه العميق وهو يتحدث عن وضع المملكة في وقته، وما يهددها من مخاطر وانقسام مجتمعي.
 اعيد من حين لآخر قراءة ما كتبه فيصل الاول باهتمام كبير، وانا احس بلغته البسيطة غير التقليدية المليئة بحزن، قلما نجد له مثيلا في ما يكتبه السياسيون من اعترافات، ان ما قاله ذلك الملك يدل على أنه أحد اكثر السياسيين حزنا في تاريخ العراق على الاطلاق.
 كان السلاح المنفلت بداية تكوين الدولة العراقية مشكلة صعبة الحل، فعدد البنادق وصل الى 100 الف بندقية موزعة على ارجاء المملكة مقابل 15 الف بندقية في حوزة الجيش، وهذا ما يجعل الحكومة ضعيفة وغير قادرة على اتخاذ قرار اوقمع
 تردد.
 عجبا هل تحدث الملك فيصل عنا وهو يواجه وضعا صعبا للغاية ما زلنا نواجهه، ونحث الحكومة على ايجاد حل له؟ هل من الممكن ان نعيش في ظل غابة من بنادق واسلحة مختلفة تحيط بنا، من دون ان تكون هناك خطوات جادة لسحب هذا السلاح المنفلت؟ انه حلم ملك وحلمنا الشعبي الذي ننتظر تحقيقه.