كربلاء: صلاح حسن السيلاوي
احتفى ملتقى الرواق الثقافي بالتعاون مع متحف صلاح حيثاني في كربلاء بصدور المجموعة الشعرية (وحيدان أنا وظلي) للشاعر نبيل نعمة، عبر أمسية أقيمت على قاعة المتحف وأدارها الشاعر والاعلامي حيدر الحاج.
تحدث الحاج في بداية الأمسية عن نعمة بوصفه أحد اهم شعراء قصيدة النثر في كربلاء مشيرا الى انتمائه الى جماعة تجريب التي ضمت عددا من الشعراء ثم تكلم عن مجموعتيه (التضاريس تنعطف جنوبا) و (وحيدان انا وظلي) مشيرا على ما حظيت به المجموعتان من دراسات مهمة.
نعمة أشار في حديثه عن تجربته الى أن مجموعته الشعرية الأولى (التضاريس تنعطف جنوبا) كانت قد صدرت عن دار فضاءات ونالت تنويها في جائزة الشارقة، لافتا الى انه انقطع بعد ذلك عن النشر تسعة اعوام إلى أن صدرت مجموعته الثانية (وحيدان انا وظلي) عن اتحاد ادباء العراق وقال نبيل موضحا: وهذه المجموعة تختلف عن الاولى التي كانت تمثل البداية وهي برأيي إجرائية لأنني كنت في الوقت الذي اكتب فيه الشعر اكتب نقدا، وأنجزت مجموعة من المقالات عن الشعر التي دونتها تحت عنوان (قصيدة النثر العربية بدائل ايقاعية) وكانت هذه المقالات تتحدث عن قصيدة النثر بوصفها شكلا أي انني درست شكل قصيدة النثر وليس نوعها، وكنت أجيب عن سؤال هو: ماذا تفعل قصيدة النثر على الورقة على اعتبار انها ولدت من رحم الورقة ولم تكن ولادتها شفاهية كما الشعر العربي ولكن الكتاب لم يطبع حتى
الان.
وعن المجموعة الثانية قال: أنا اخترت أن يكون كتابي هذا قصيدة نثر حتى أفرق بينه وبين الشعر، فالشعر كلمة فضفاضة، منذ زمن افلاطون لم يتفق على تعريف محدد للشعر ومن هو الشاعر. ارتأيت ان يكون مشروعي في (وحيدان أنا وظلي) مشروع حياة يبتعد عن القاعدة وعن الانموذج ويبتعد عن القياسات، فضلا عن انه يمثل عصارة ما مررت به طوال حياتي وهي تجربة عراقية تجربة فرد عاش 45 سنة رأيت فيها ثلاث حروب ومجاعتين.
ثم قرأ احدى نصوصه قائلا: (فكرةٌ ما شجرةٌ ما، أو امرأةٌ ما! عطلٌ أو مجدٌ لا فرقَ، مزيد من الأحلامِ في غرفةٍ مهملةٍ. لا أحدَ معي، ولا أعتقدُ أن ثمةَ من سيلحقُ بي أنا الكثيرُ من المعترضينَ على توحدي. قاسٍ لأنَّ خزافَ السماءِ تأخرَ في تشكيلي. لينٌ لأنَّ غيما يلاحقُني.. قَلِقٌ أشبهُ آخرَ ساعةٍ قبلَ الحربِ. ثابتٌ مثلَ جلمودةٍ بمجرى، يصرخُ الماءُ من صمتي).
ومن قصيدة أخرى قرأ نعمة ايضا: (مبللٌ بالمحوِ كمنْ يجرُّ هيكلَ بدايته، يطحنُ في الخطواتِ حبَّ التعبِ تسكنهُ لعنةُ الاكتمالِ، لكنَّهُ بالحقيقةِ يتناقصُ/ كمن نوى على سفرٍ، سبُتَ في مكانهِ، فاستيقظَ فيهِ مكانٌ آخر. مُوزّع بينَ ما أعرفهُ وبينَ الذي أحاولُ اكتشافه/ أتحرر من حقائبي، لبلابةُ غربةٍ ملتفةٌ حولي. الحياة لا تُطاق، لأن الطرق التي تؤدي إليها منتهيةٌ).
وفي نهاية الأمسية كانت هنالك مداخلات شارك فيها كل من الشعراء ميثم العتابي وفاضل عزيز فرمان وحسين الدايني وآخرين.