خبراتي المتراكمة سخرتها لطلبتي في المجال الأكاديمي 

الرياضة 2021/02/09
...

 الكوت: حسن شهيد العزاوي
الحكم الدولي الدكتور محمد عرب التدريسي في كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة بجامعة واسط، نائب رئيس لجنة الحكام في العراق سابقا، اعتذر عن المشاركة في لجنة الحكام في الهيئة التطبيعية، لكنه لم يعتذر عن تقديم المشورة وتسخير خبراته في مجال التحكيم ضمن المحاضرات الاكاديمية ودورات الصقل والدروس العملية والنظرية للحكام الجدد.
سخر خبراته المتراكمة طيلة السنوات الماضية ضمن المجال الاكاديمي لطلبته في كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة، وبينما دعا الى جذب خبرات التحكيم العالمية للاستفادة من خبراتهم في تأهيل وتدريب الحكام الجدد، طالب بدعم الحكام ماديا وتزويدهم بالأجهزة والمستلزمات الحديثة.
واوضح عرب لـــ(الصباح الرياضي) ان وجودي كتدريسي في كلية التربية البدنية وعلوم الرياضة في جامعة واسط، جعلني اسخر جميع خبراتي التي حصلت عليها طيلة السنوات الماضية في خدمة طلبتي بالكلية، واكدت لطلبتي بانني اصبحت مدربا دوليا من خلال درس الرياضة البدنية في الكلية باستخدام التدريس النظري والعملي، مشيرا الى ان هناك عددا من حكام الدرجة الاولى تخرجوا من كليتنا وتلقوا التدريبات والاختبارات الصحيحة، وتمكنت من نقل خبراتي اليهم وحاليا هناك طلبة اخرون ما زالوا يتلقون التدريبات والدروس النظرية والعملية في مجال التحكيم وسيكونون حكاما متميزين، داعيا الى ضرورة جذب خبرات التحكيم العالمية مثل الحكم بوساكا مسؤول لجنة تطوير الحكام في الاتحاد الدولي وهذا الرجل حكمت معه في مباريات خليجي 18 في ابو ظبي ويمتلك خبرة ومعلومات جيدة جدا، وهناك دول خليجية استدعت خبرات تحكيمية عالمية مثل الحكم كولينا واستفادت من خبراتهم.
وطالب الحكم الدولي محمد عرب بضرورة دعم الحكام ماديا وتزويدهم بالتجهيزات واجهزة التواصل فيما بينهم واجهزة رياضية عالمية وزجهم بدورات تدريبية باشراف مدربين دوليين وليست دورات صقل ليوم واحد كما معمول به حاليا، منوها بانه لا يوجد اي تخصيص مالي لجميع المدربين ضمن دورات الصقل منذ عام 2010 ولغاية اليوم وجميع الدورات في محافظات الجنوب والوسط والشمال على حسابنا الخاص.
وعن بدايته يقول عرب انه بدأ بالسبعينيات كلاعب في منتخب واسط بكرة القدم وفي العام 1979 – 1980 دخل كلية التربية الرياضية، وكان يميل للتحكيم من خلال مراقبة ما يقوم به الحكام خلال المباريات، واصبحت لديه الرغبة الكبيرة في مجال التحكيم، وكان ولعه في درس التربية البدنية باشراف الاستاذ الكبير مؤيد البدري الذي كان يدرس المادة في الكلية، مشيرا الى ان البدري عندما كان يطلب منا التحكيم بين مراحل الكلية كنت ابادر في التحكيم واتعلم منه الكثير، وبعد التخرج في العام 1982 – 1983 باشرت بالاشتراك في دورة تحكيم لاحصل على الدرجة الثالثة ومن ثم الدرجة الثانية وصولا الى العام 1992 لاكون حكما درجة اولى، وفي عام 1997 تم ترشيحي من قبل الاتحاد العراقي لكرة القدم وفقا لتقارير المشرفين في الاتحاد لدورة تحكيمية دولية وتمكنت من تحكيم 13 مباراة محلية ليتم في عام 1998 اختياري حكما دوليا.
ابرز المباريات الدولية
قال عرب ان ابرز المباريات التي حكمتها هي تصفيات كاس اسيا للناشئين في مسقط بسلطنة عمان عام 1998 ضمن مجموعة من اربعة حكام عرب واجانب، ومن خلال هذه البطولة سطع نجمي وتألقت في عالم التحكيم، وفي العام الاخر شاركت في التحكيم لمباريات اسيوية على مستوى فئة المتقدمين استعدادا لتصفيات عام 1999 وانيطت لي تحكيم تصفيات اولمبياد سدني عام 2000 ، لاكون بعدها حكما في تصفيات 2001 لبطولة كاس العالم 2002 في كوريا واليابان التي اقيمت في دولة قطر.، ومن خلال تقييمات المشرفين على هذه البطولة، تم ترشيحي للتحكيم في بطولة كاس الخليج الـ17 بالدوحة في عام 2004 وكاس الخليج الـ18  في ابو ظبي عام 2007 ومن ثم تم اختياري من قبل الاتحاد الاسيوي ضمن الحكام المشاركين في بطولة كاس اسيا عام 2007 التي احرز بطولتها العراق، حيث حكمت مباريات الدور الاول واصبحت اول حكم عراقي يجتاز الدور الاول ويتأهل الى الدور الثاني، وتمكنت من تحكيم مباراة استراليا واليابان في فيتنام، حيث كانت مباريات هذه البطولة في اربع دول هي ماليزيا وفيتنام واندينوسيا وتايلند.
وتابع ان العراق كان يخوض مباراته مع كوريا الجنوبية وكنت متواجدا في المقصورة الرئيسة مع ناجح حمود وحسين سعيد وعبد الخالق مسعود وممثل رئيس الوزراء بسام الحسيني والمشرف على الحكام مستر بيرم من تايلند الذي اشاد بقدراتي التحكيمية واخبرني بانه اذا فاز العراق وتأهل الى دور الاربعة لن اتمكن من التواصل مع البطولة واعود الى العراق لأنه لا يمكن التحكيم مع فريق بلدي، بينما اذا خسر العراق مباراته سأستمر بالبطولة، فقلت له وبدون شعور اتمنى ان يفوز العراق واعود الى بلدي حاملا بشارة التأهل، فعانقني وسلم علي بحفاوة مشيدا بالروح الوطنية، وفعلا فاز العراق على كوريا الجنوبية 
بركلات الترجيح.
 
الاحتكاك مع الحكام الدوليين
وقال عرب: انا مؤمن بنظرية العالم ثورندايك (الممارسة والخطأ) كلما تمارس تخطأ ومن ثم تصحح الخطأ ستقل الاخطاء مستقبلا، وبالفعل عندما تقدمت بمشواري التحكيمي وممارستي واختلاطي مع الحكام الدوليين تمكنت من تقليل الاخطاء بنسبة 99 بالمئة لانني اكتسبت خبرة كبيرة وهذه الخبرة المكتسبة اعطيها للحكام الشباب لمساعدتهم بالوصول الى ما وصلنا اليه، لافتا الى انه لدينا خبرات تحكيمية شابة لكن نفتقر الى البنى التحتية والى ما وصلت اليه الدول باستخدام التكنولوجيا الحديثة واخر تطورات العلم بمجال التحكيم واقامة المعسكرات الداخلية والخارجية وتجهيزات الحكام، منوها باننا على وشك الانتهاء 
من المرحلة الاولى للدوري الممتاز والحكام حتى الان لم يتسلموا اجور التحكيم، وهذا الشيء محبط للعزيمة، مؤكدا ان الحكم في بطولة كاس اسيا كان عندما يدخل غرفة الفندق يجد ظرفا بداخله مبلغ 10 الاف دولار اجور تحكيم وكان هذا حافزا لدى الحكم، في حين ان بعض الحكام هنا يستدين المال للذهاب من اجل تحكيم المباراة وهذا ليس بصالح تطوير الحكام والوصول الى اقرب ما وصلت اليه الدول المجاورة مثل ايران والخليج وسوريا والاردن.