وجدان عبد العزيز
الأسرة هي البنية الأساسية في المجتمع إن صلحتْ، صلح المجتمع معها، وصارت الأحلام تراود الجميع، في مجتمع تسوده المحبة ويسوده التسامح والتعاون، ومن خلال التجربة والدراسة لواقع الأسرة وجد أن هناك مقومات تجعل الأسرة في سعادة واطمئنان
دائمين.
أولها: لا بدّ من توافر الأوقات المحددة، كي يقضي أفراد الأسرة بها متعة، وبعيداً عن منغصات الحياة، كأن تكون سفرة لمتنزه، أو لشاطئ نهر يقضونها بمرح ويتمتعون بأجواء يسودها الوئام، وهم يتناولون الغذاء معا، وربما تنشأ بينهم علاقات العمل
الجماعي.
روح الود
أما العامل الثاني، فهو أنظمة التفاهم وقضية الانسجام، فعلى أفراد الأسرة أن يقضوا الكثير من الأوقات في تبادل الأحاديث، ولا يعني أن هذه الأسرة ليس فيها مشاحنات، ولكنهم يستطيعون إخراج نزاعاتهم إلى الظاهــر وهم يحاولون حلها بروح ودية، فهذا الأب يحتاج بعض الأحيان إلى مكان هادئ للتفكيـر والمطالعة، وهذا الابن يحتاج لمكان خاص للقراءة، كي يتابع دروسه اليومية، وهكذا تختلف الأمزجة، بيد أنها تلتقي عند أنظمة التفاهم، التي سارت عليها هذه الأسرة باحترام حدود جميع
أفرادها.
مزايا جميلة
والعامل الثالث، والذي لا يقل أهمية في استمرار حالة الانسجام والمحبة، هو أن كل واحد من أفراد الأسرة يقدر الآخر ويحترمه ويقدم يد المساعدة له، فمثلا الزوج ينظر لزوجته بعين الزوج المحب، ويعدّها رائعة تشع حيوية وأنوثة وبالمقابل يزداد حرص هذه الزوجة بتوفيــر كل مستلزمات الراحة لزوجها، مما ينجر هذا الانسجام على تربية الأبناء على المحبة والتعاون، وإحضار كل المزايا الجميلة سواء بالمديح، أو بمشاعر الإعجاب
والتقدير.
لذا نكون قد لاحظنا نشوء عامل آخر، هو دعامة من دعامات بنا الأسرة السعيدة ينشأ من خلال جهد الزوج، في توفير أسباب الراحة والاطمئنان لأفراد أسرته، لذا ترى الزوج أو الزوجة أو الأبناء يندفعون لشطب بعض نشاطاتهم وتكريسها في قضاء أوقات مبهجة مع الأسرة.
وهو فعل تقوم منفعته في التخلص من الضغوطات الخارجية، ومن ثمّ أن هذه النشاطات، التي تم شطبها كانت فائدتها تصب في خلق أجواء سعيدة للأسرة، بالرغم من أنها قد تجلب لرب الأسرة وأسرته بعض المردودات
المادية.
الإيمان والتقوى
ومن العوامل التي أثبتت تأثيرها في انسجام الأسرة وديمومة سعادتها هو الميلان نحو الايمان والتقوى، لأن الايمان ضرورة لا بدّ منها في تحقيق السعادة الأسرية، فأفراد الأسرة يمارسون واجباتهم الدينية بانتظام ويصلون معا ويقرؤون الكتب المقدسة، مما تنشأ بينهم قيم مشتركة تكون عاملا من عوامل خلق الانسجام والسعادة، واتساقا مع العوامل الأخرى، فإن العامل الذي يسند ويقوي علاقات المحبة بين أفراد الأسرة، هو التعاون في مواجهة المصائب والمحن في حالة التعرض
لها.
فإن الأسرة السعيدة المتعاونة دائما تنظر إلى الأشياء الايجابية في كل وضع، إذن حينما نجد انسجامها ظاهرا وسعادتها واضحة، فهي التي يقضي أفرادها أوقاتهم معا ويتفاهمون معا ويقدر أحدهم الآخر، ويقفون الموقف الإيجابي، حينما تحدث محنة طارئة لها، ومن ثمّ أن هذا الانسجام والسعادة في هذه الأسرة ممكن نقله إلى الأسر
الأخرى.