الرضا الوظيفي

آراء 2021/02/13
...

 سرور العلي 
 
 
تعاني معظم مؤسساتنا من سوء التنظيم والإدارة التي تدفع الموظف إلى الهروب، أو جعله متذمرا أثناء تأديته لعمله، والحصول على راتبه الشهري من دون الإحساس بالرضا، فهو مضطر لمجابهة آفة الفقر، ويعاني أحيانا من العداء والإنهاك، وعلاقة سيئة بمديره تفتقد إلى الحوار والمناقشة، ولا يتبادلان الأفكار، ويغلب على طابعها الروتين والملل.
يعد الرضا الوظيفي من المحفزات التي تساعد على زيادة إنتاجية الموظفين، وشعورهم بالايجابية والراحة، ورغبتهم بمواصلة العمل، ولا يتحقق ذلك إلا حين تتاح جميع الظروف ومنها، البيئة الملائمة التي تعد المنزل الثاني لهم، ويقضي بها الموظف اغلب وقته، وتؤدي العلاقات الودية بين زملاء المهنة للشعور بالرضا، كذلك فإن قلة الجهد والعبء يسهمان في رفع مستوى ذلك الشعور، فضلا عن أن حصول الموظف على الترقية، وكتب الشكر والتقدير تلعب دورها في أدائه مما يدفعه لمزيد من الإبداع، وتعلم مهارات أخرى.
كما أن الدعم المعنوي، والمكافآت من شأنها حث الموظفين على استمرارية الإنتاج، وابتكار طرق جديدة تسهم في تنوعه ونجاحه، بالمقابل التزام الموظف بأوقات العمل، وتقديم اقتراحات تطور من قدراته.
يحتاج الموظفون إلى برامج تطوير شاملة لزيادة كفاءتهم، وإدخال التقنيات الحديثة والتكنولوجيا في بيئة العمل، لدفعهم للإبداع، والافادة من تقييم الأداء ونتائجه، وتشير الدراسات إلى أن التعاون بين زملاء المهنة يجعلهم سعداء، ويحققون أهدافا مشتركة، ويعمل المخ بشكل أفضل. ويمكن قياس الرضا الوظيفي من خلال عدة مؤشرات ومنها، الغياب المتكرر للموظف، وعدم ارتباطه الجدي بوظيفته، وشعوره بالإحباط المستمر، باستثناء تعرضه إلى ظروف قاهرة، كالمرض، أو التعرض لحادث، ويدفع التذمر أحيانا إلى الاستقالة من العمل، وهذا أيضا مؤشر آخر للرضا.  
لذا من الضروري أن يتم تحسين ظروف العمل المادية، كتوفير الإضاءة الجيدة، والنظافة المستمرة، والتهوية، وتجنب إثارة الفوضى والإزعاج، وتقديم جميع التسهيلات، واقتراح حلول للمشكلات التي تواجه العمل، وتقليل ساعاته، وإقامة الورش التدريبية للموظفين، لرفع مستوى كفاءتهم، وتحسين مستواهم العلمي، واتساع معارفهم، وخبراتهم، ومهاراتهم، وكل ذلك يخلق تناغما بين الموظف ومهنته، ويجعل الشركة أو المؤسسة أكثر نجاحا وتطورا.