عن الرمادي وأخواتها

آراء 2021/02/14
...

 حمزة مصطفى
 
 
يجري الحديث كثيرا عن حملة الإعمار في عموم مدن محافظة الأنبار، بدءا من مدينة الرمادي مركز المحافظة، الصور والفيديوات التي كثيرا مانطلع عليها تعطي فكرة عن التطور العمراني اللافت للنظر الحاصل هناك، وحين توضع الرمادي وبعض أقضيتها في مجال المقارنة مع باقي محافظات العراق، فإنها تتفوق على معظمها بدءا من العاصمة بغداد، وتقارن في الغالب بمحافظات إقليم كردستان.
ارتبط نهوض الأنبار بمحافظها السابق رئيس البرلمان الحالي محمد الحلبوسي، بالرغم من قصر الفترة التي عمل فيها محافظا. ومع أن هناك جدلا في الغالب سياسي حول بدايات عمليات الإعمار أو في ما إذا كان بطل النهوض الحلبوسي أو غيره، فإن هناك من ينكر وجود أي عملية إصلاح أو إعمار أو تنمية، ولكل طرف حساباته أو ربما رؤيته لما ينبغي أن يكون عليه الإعمار، ففي النهاية هناك من نظر الى دبي نفسها على أنها مجرد «زرق ورق».
واقع الحال في الأنبار وخصوصا الزوار من خارج المحافظة، يشير الى أن هناك حملة نهوض وإعمار لافتة جدا بالقياس الى سواها من المدن والمحافظات في عموم العراق، ربما مدينة البصرة التحقت بمدن الأنبار مثلما تقول الصور والفيديوات، والفضل في ذلك يعود الى محافظها أسعد العيداني، بالرغم من أني لم أزر البصرة ومن ثمّ فإن الشهادة تبقى غير مكتملة، طالما لم تقترن بما يحصل على أرض
 الواقع.
 وبينما كنت غالبا أعلق بحيادية حول ما رآه من صور وفيديوات عن الأنبار، فإن زيارتي الأخيرة لها قبل يومين منحتني قدرا كبيرا من الثقة أن أدلو بدلوي بما رأيته. 
الزائر من خارج المحافظة غالبا ما يكون منظوره محايدا لما يراه، خصوصا في ما يتعلق بمجال المقارنة بين ما يجري في الأنبار من حملة إعمار وبين العاصمة بغداد أو محافظات ومدن عراقية
 أخرى.
 فالمداخل جميلة والشوارع في الغالب نظيفة والمساحات الخضراء معتنى بها، الأضوية ترافقك في حال كنت عائدا ليلا حتى بين الأقضية، التي تفصل بينها مساحات شاسعة لكنها تبقى مضاءة، هذه الأضوية أنا شخصيا لا أشاهدها ليلا في شارع المطار ببغداد مع أنه يفترض أهم شارع في العاصمة وسفيرها الى
 العالم.