بكين تحظر «كلوب هاوس» نافذة الصينيين على السياسة

علوم وتكنلوجيا 2021/02/15
...

  هونغ كونغ: أ ف ب
 
يبدو أنه تم حظر تطبيق «كلوب هاوس» غير الخاضع للرقابة والذي جذب مستخدمي الإنترنت الصينيين لمناقشة الموضوعات المحظورة بحرية بما فيها الاحتجاز الجماعي للأويغور والاحتجاجات المطالبة بالديموقراطية في هونغ كونغ ومفهوم استقلال تايوان.
نظام مراقبة واسع
وتستخدم الصين نظام مراقبة واسع النطاق ومتطوراً لقطع شبكة الإنترنت عن المعارضين ومنع المواطنين من الوصول إلى مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر، في ما يعرف بـ»جدار الحماية العظيم».
لكن تطبيق «كلوب هاوس» تمكن من تخطي الرقابة لفترة وجيزة وجذب عدداً كبيراً من مستخدمي الإنترنت الصينيين، لكنْ يبدو أنه سرعان ما وقع في شرك الرقابة.
ويسمح هذا التطبيق الصوتي الأميركي الذي لا يمكن الانضمام إليه إلا بدعوة، للأعضاء بالاستماع والمشاركة في محادثات مباشرة غير خاضعة للمراقبة تجري في «غرف» رقمية.
وفي الأيام الأخيرة، شغل مستخدمو الإنترنت الصينيون تلك الغرف التي تجري فيها مناقشات حول مواضيع تخضع لرقابة شديدة مثل سجن بكين لأقلية الإيغور المسلمة في أقصى غرب شينجيانغ.
والأسبوع الفائت، أظهر التطبيق رسالة خطأ للمستخدمين الذين ليس لديهم «شبكة خاصة افتراضية» (في بي إن) لإنشاء اتصال انترنت آمن، وسرعان ما تحولت المناقشات السياسية في الغرف باللغة الصينية إلى مناقشات حول حظر التطبيق.
 
الآثار الأمنية
وبدأ بعض المتحدثين باللغة الصينية مناقشة الآثار الأمنية لوجودهم على التطبيق وما إذا كانوا سيواجهون مراقبة رسمية.
وقال أحد المستخدمين بعد حظر التطبيق «رأيت العديد من المناقشات تتحدث عن قضايا عبر المضيق (في إشارة إلى قضية تايوان الشائكة) ومشكلات حساسة... واعتقدت أن هذا التطبيق لن يستمر لوقت طويل».
وأضاف مستخدم آخر «ما يأتي بعد الحظر هو تجميع قائمة الأشخاص على المنصة».
أطلق «كلوب هاوس» في أيار الماضي، وهو متوافر حاليا فقط على أجهزة «»آبل»» التي لا يستطيع تحمل كلفتها إلا المستهلكين الصينيين الأكثر ثراء.
وازدادت شعبيته بعدما شارك الملياردير إيلون ماسك في محادثة على التطبيق في وقت سابق من الشهر الحالي.
وكتبت إيزابيل نيو، وهي صحافية كانت تستمع إلى إحدى تلك المحادثات، على تويتر الأحد «قالت شابة من الصين القارية للتو في كلوب هاوس: هذه المرة الأولى التي أتصل فيها بالإنترنت الفعلي».
وعرض «تاو باو»، وهو موقع شهير للتسوق عبر الانترنت يستخدمه الملايين يوميا، ومواقع مماثلة دعوات عضوية للبيع بأسعار تراوح بين 10 و100 يوان (1,5 إلى 15 دولارا)، ما يسمح للبعض بتجاوز القيود المفروضة على الدعوات للانضمام إلى التطبيق.
 
تطبيق للأثرياء
وغرّد كيزر كيو، مقدم برنامج «سينيكا بودكاست» الذي يركز على شؤون الصين، مباشرة بعد المحادثات التي كان يسمعها في غرفة كان يناقش فيها وضع الأويغور.
وأشار خصوصا إلى طريقة تفاعل أفراد من إتنية هان الصينية، وهي المجموعة العرقية المهيمنة في الصين، وأشخاص من مجتمع الأويغور المضطهد، في هذا الفضاء الإلكتروني.
واستمع مراسل من وكالة فرانس برس إلى متحدث عرّف عن نفسه بأنه صيني من البر الرئيسي، عبّر عن معارضته لمصطلح «معسكرات اعتقال»، رغم اعترافه بوجود مرافق.
وذهل عدد كبير من المستمعين لصراحة المناقشات عبر الإنترنت.
وكتبت الصحافية المقيمة في برلين ميليسا تشان على تويتر «أنا في غرفة محادثات في كلوب هاوس يديرها تايوانيون حيث يتكلّم أربعة آلاف من المتحدثين بلغة المندرين، بما في ذلك الأويغور وهان في الصين وخارجها... عن كل شيء».
وأضافت «من المراقبة مرورا بالأصدقاء الذين غادروا المعسكرات إلى الأمور العادية».
وكان محللون قد حذّروا أن بكين قد تمنع قريبا إمكان الوصول إلى التطبيق.
وقال فيرغوس راين من مركز السياسة السيبرانية الدولي التابع لمعهد السياسة الإستراتيجية الأسترالي قبل الحظر «إن نافذة الاستماع إلى نقاشات كلوب هاوس الصريحة حول الشؤون السياسية باللغة الصينية بدأت تغلق».