نوزاد حسن
لم تكن توصيات اللجنة العليا للصحة والسلامة الوطنية غير متوقعة بالنسبة لي. كنت اتوقع عودة الاجراءات الصارمة بعد اشهر من التهاون وعدم الالتزام بابسط طرق الوقاية من فيروس كورونا. وقد صار منظر الشخص وهو يستخدم الكمامة منظرا غريبا في وسط حالة من الاهمال الواضح.
وفي كثير من الاحيان كنت اشك فاقول هل انتهت الجائحة لكي يتصرف الناس بهذا البرود الغريب الذي دفع اللجنة العليا لاصدار توصيات كالحظر الجزئي من الساعة الثامنة الى الخامسة صباحا، والشامل ثلاثة ايام في الاسبوع فضلا عن جعل التعليم الكترونيا لمدة
اسبوعين؟.
أما عن تنفيذ كل هذه الاجراءات وغيرها فقد ارتبط هذه المرة بفرض غرامات مالية على من يخالف توصيات اللجنة العليا. وفي الحقيقة لا استطيع ان اتكهن بمدى فعالية هذا الاجراء، وكيفية تطبيقه بسبب صعوبة الوضع المالي لكني اتمنى ان يكون المواطنون على قدر كبير من الوعي والتعامل مع هذه الجائحة باسلوب جديد لا ان نسمع التشكيك والاعتراض ونقد كل اجراءات السلامة الصحية والاستخفاف بها كما عشناه في الشهور
الماضية.
هناك قناعة تعتمد على الشك الساذج بوجود الوباء. ويتحدث الكثيرون بثقة عمياء عن كذبة وجود
كورونا.
هذا يعني ان كل الخطوات التي تهدف الى تقليل عدد الاصابات لن تكون مجدية ان قوبلت بالتهاون نفسه. كما ان هناك من بات ينظر للشخص الذي يستخدم الكمامة على انه شخص مخدوع ويصدق كل ما يسمع. الا يعني كل هذا اننا امام وضع خطير قد يؤدي بنا الى مزيد من التدهور على المستوى الصحي. لذا انا اظن ان المسؤولية تقع على عاتق الجميع في جعل الالتزام هدفا اخلاقيا نسعى اليه جميعا. الالتزام هو في اهم معانيه شعور مدني يدفع الانسان الى الحرص على حياته، وحياة الاخرين من حوله. وعكس هذا الالتزام هو التهور البليد الذي يستهتر بحياة الناس.
لاشهر وانا احس باني غريب متنكر بكمامة زرقاء. اتنقل هنا وهناك، واذهب الى السوق فاكتشف غربتي مع عدد قليل يتضامنون معي وهم يرتدون كماماتهم. قلة امام كثرة لا تعني لهم كلمة الوقاية شيئا.
كنا نحن اصحاب الكمامات نناضل، ونحاول اقناع البعض بان الوباء يميت لكن من دون ان نقنع احدا.