جائحة كورونا.. زادت الأغنياء ثراءً

منصة 2021/02/19
...

جينيفر حسن
ترجمة: ليندا أدور
تسببت جائحة كورونا باختفاء نحو 225 مليون وظيفة بدوام كامل في عموم أنحاء العالم خلال العام الماضي، وهي خسائر أكثر بأربع مرات من الخسائر التي تسببت بها الأزمة الاقتصادية العالمية في العام 2009، لكن ذلك لم يمنع الأثرياء من أن يزدادوا ثراء، وفقا لتقرير صدر مؤخرا عن منظمة العمل الدولية. 
في الوقت ذاته، أشار تقرير آخر صدر عن منظمة أوكسفام غير الربحية لمحاربة الفقر، أن ثروة أغنى عشرة رجال في العالم مجتمعين، قد ازدادت بمقدار 500 مليار دولار منذ بدء الأزمة، وهو رقم يكفي لتلقيح الكوكب بأكمله وربما أكثر 
قليلا. 
انتعاش غير متكافئ
تشير النتائج التي خلص اليها التقريران الى أن الارتفاع في حالات عدم المساواة تعد من أبرز نتائج الجائحة. “ان فقدان الوظائف قد أثر بصورة كبيرة في تلك المنخفضة الأجر والتي تتطلب مهارات منخفضة”، ويذكر التقرير مضيفا “الأمر الذي يمكن أن ينذر بخطورة حدوث انتعاش غير متكافئ، ما سيؤدي الى استمرار عدم المساواة خلال السنوات المقبلة”. 
وقد بات هذا التفاوت جليا، اذ قد تستغرق معدلات الفقر العالمي وقتا أطول بنحو 14 مرة قبل أن تعود الى مستويات ما قبل الجائحة، مما يستغرقه تعافي أثرياء العالم، وفقا لتقرير الأوكسفام.  يذكر تقرير منظمة العمل، ان العام الماضي فقدت ما نسبته تسعة بالمئة من ساعات العمل على مستوى العالم، “فقد شهدت اضطرابا غير مسبوق” في أسواق العمل الدولية وأن النساء والشباب هم الأكثر تضررا، اذ بلغت نسبة خسائر النساء لوظائفهن أكثر من خمسة بالمئة في العام 2020 بينما بلغت نسبة الرجال أربعة بالمئة 
تقريبا. 
يقول شير فيريك، رئيس ستراتيجيات الوظائف في وحدة التحول الشامل التابعة لمنظمة العمل الدولية: “تماشيا مع تركيز تقرير منظمة الأوكسفام على عدم المساواة، توضح تقديرات منظمة العمل أن الأزمة أدت الى خسائر، أكبر نسبيا، فيما يخص فرص العمل والدخل للنساء والشباب، الى جانب منخفضي الأجر وذوي المهارات المنخفضة”، مضيفا “فقد تأثرت قطاعات معينة بشكل أكبر كقطاع الإقامة وخدمات الطعام”.
 
مخاطر لجيل ضائع
وفقا للتقرير، قد بلغ فقدان الوظائف لأشخاص تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاما، نسبة تسعة بالمئة تقريبا، وتسلط البيانات الواردة في التقرير، الضوء على المخاطر الحقيقية لجيل 
ضائع. 
تحدث جاي رايدر، مدير منظمة العمل الدولية عن ان تأثير الجائحة ليس فقط أكبر من تأثير الأزمة المالية فحسب، بل إنه أكبر من الكساد الكبير الذي حدث في ثلاثينيات القرن الماضي، مرجحا أن يستمر فقدان الوظائف خلال العام 2021، على الرغم من أنه أشار الى أن يمكن اعادة بناء الاقتصادات المتضررة مع بدء إعطاء جهود اللقاح النتائج المطلوبة. 
تشير النتائج التي توصلت اليها أوكسفام الى أن المسار البطيء للانتعاش الاقتصادي، الذي قد يستغرق عقدا، على الأقل، حتى تتعافى أفقر بلدان العالم من هذه الأزمة الصحية، في الوقت الذي يكون فيه أغنى 1000 شخص على مستوى العالم قد عوضوا خسائرهم، بينما جنى أغنى عشرة أشخاص أكثر من 500 مليار دولار خلال فترة ذروة 
الجائحة.
كما أشار التقرير الى تصاعد عدم المساواة القائمة على الثروة والجنس والعرق، اذ وصف المشرع  ديفيد لامي، عن حزب العمال البريطاني نتائج التقرير بأنها “صادمة 
بالفعل”. 
بدورها وصفت المشرعة كلوديا ويب، عن حزب العمال أيضا، نتائج تقرير أوكسفام بأنها “فاحشة”، داعية الى فرض الضرائب على فاحشي الثراء، الأمر الذي يراه بعض الخبراء بأنه قد يكون الرد على الانتعاش المالي للمملكة المتحدة، بعد أن اضطرت الحكومة لإنفاق المليارات من الجنيهات في اقتراض الأموال لإنقاذ الوظائف وأرواح الناس خلال جائحة 
كورونا. 
تقول لجنة الضرائب على الثروات في بريطانيا أن فرض الضرائب على الأغنياء، سيكون هو الحل الأكثر إنصافا بهدف المساعدة في تعافي البلاد، بدلا من فرض الضرائب على السلع او الدخول، وان القرارات السياسية التي يناقشونها ستلحق الضرر بمن هم بحاجة الى المال لكي يبقوا على قيد الحياة.
 
*صحيفة ذا واشنطن 
بوست الأميركية