وجهت إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، رسالة إلى مجلس الأمن الدولي أبلغت فيها بسحب إعلان سلفه، دونالد ترامب، حول استئناف كل عقوبات الأمم المتحدة على إيران.
وقال القائم بأعمال مندوب الولايات المتحدة الدائم لدى الأمم المتحدة، ريتشارد ميلز، في رسالة وجهها لمجلس الأمن: إن "الولايات المتحدة تسحب إعلان إدارة ترامب إعادة فرض كل عقوبات الأمم المتحدة على إيران في أيلول
2020".
إلى ذلك، أبلغ وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، بريطانيا وفرنسا وألمانيا بأنَّ الولايات المتحدة مستعدة للتفاوض مع إيران بشأن عودة البلدين للالتزام بالاتفاق النووي الموقع عام 2015 والذي يستهدف منع طهران من تطوير سلاح نووي.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر دبلوماسي فرنسي أنّ الولايات المتحدة وجهت رسائل حول استعدادها للتفاوض مع إيران خلال الاجتماع المرتقب لمجموعة "5 + 1".
وقال المصدر، في حديث للوكالة: إنّ "الحكومة الأميركية أبدت استعدادها للتحدث مع إيران خلال اجتماع مشترك مع الدول الخمس دائمة العضويَّة في مجلس الأمن الدولي"، أي الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا، فضلاً عن ألمانيا.
وحذر المصدر الفرنسي من أنَّ إيران ستواجه "إجراءً صارماً" إذا مضت قدماً في تعليق البروتوكول الإضافي للاتفاق النووي على الرغم من تحذيرات الوكالة الدوليَّة للطاقة الذريَّة.
كما أعلنت واشنطن اهتمامها بإجراء مفاوضات مع إيران تحت رعاية الاتحاد الأوروبي وبمشاركة الوسطاء الدوليين "الستة"، ومن بينهم موسكو وبكين.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس: إنَّ "الولايات المتحدة تلقت دعوة من ممثل رفيع عن الاتحاد الأوروبي للمشاركة في اجتماع للدول الست وإيران لبحث المسار الدبلوماسي حول البرنامج النووي الايراني".
وأضاف أنه "يمكن أنْ نتوقع أنَّ المصالح نفسها لا تزال تعمل حتى الآن، وأنه بالرغم من الخلافات الجادة سنكون قادرين على العمل معهم (روسيا والصين)".
وتوصلت الدول الست (بريطانيا وألمانيا والصين وروسيا والولايات المتحدة وفرنسا) وإيران، إلى اتفاق في العام 2015، ينصُّ على رفع العقوبات عن طهران مقابل تقييد برنامجها النووي كضامنٍ لعدم حصولها على أسلحة نوويَّة، وفي أيار 2018، أعلنت الولايات المتحدة انسحاباً أحادياً من الاتفاق وأعادت في وقتٍ لاحقٍ فرض عقوبات صارمة ضد إيران.
وسبق أنْ أعلنت السلطات الإيرانية، الاثنين الماضي، أنها ستمنع عمليات التفتيش المفاجئة التي خططت لتنفيذها الوكالة الدولية للطاقة الذرية اعتباراً من الأسبوع المقبل في حال عدم تطبيق باقي أطراف الصفقة النوويَّة الموقعة عام 2015 لالتزاماتها.
ويعدُّ هذا الإجراء تحدياً لإدارة الرئيس الأميركي الجديد، جو بايدن، الذي سبق أنْ أكد مراراً إمكانية عودة بلاده للاتفاق النووي الذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عهد سلفه، دونالد ترامب.
إلى ذلك، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدر مطلع أن إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، أبلغت إسرائيل مسبقاً بنية الولايات المتحدة إعلان استعدادها للتفاوض مع إيران حول العودة للاتفاق النووي.
في غضون ذلك، قال وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إنه يتعين الامتثال للقرار 2231 وإلغاء جميع العقوبات التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب على إيران، بشكلٍ فاعلٍ ومن دون قيدٍ أو شرط.
وأكد ظريف على صفحته في "تويتر"، أمس الجمعة، أنَّ إيران ستعود عن خفض جميع التزاماتها فور رفع
العقوبات.