حسين المولى
صار من الواضح للعيان ان العالم يتقدم بسرعة كبيرة، وهذا التقدم التقني يحتم علينا السير مع رَكبهِ ولا يمكن الهروب للوراء من دون الولوج في هذا العالم، فالتقنية هي الرافدُ الحقيقي لبناءِ المجتمعات وتقدمها وتطورها لا يمكن للدول التقدم لتكون في مصاف الدول الذكية من دون التقنية، وأبرز ما ارفدتنا التقنية من وسائل تساعدنا على ديمومة الأعمال وممارسة النشاطات اليومية والتعليمية هو ما يعرف اليوم بالتعليم عن بُعدٍ، فيعرف بأنه وسيلة تدعم العملية التعليمية وتنقلها من طور التلقين لطور الإبداع والتفاعل، إذ يمتاز بالحس الابداعي من خلال تفاعل الأستاذ مع الطلبة، كم انه يوفر الرجوع للمادة في وقتٍ لاحق وغيرها من المميزات التي تواكب هذا التطور، فمع ظهور جائحة كورونا نجد غالبية الدول قد سَرعت خُطى تطبيق هذه التقنية في التعليم بعد ان كانت مهملة في بعضٍ من الدولِ التي لا تؤمن بالتعليم الإلكتروني وتعزو السبب في ان هذه الوسيلة تقلل من الجهد العقلي للطالب، ولكن يمكننا القول بأن هذا الرأي محل نظر ونقد لدينا لانه لا يجانب الحقيقة والواقع بشيء، فالتعليم عن بُعد ما هو إلّا وسيلة ترتكز عليها العملية التعليمية في سبيل ديمومة الحق البشري في التعليم وليست ظاهرة وحدها، فالتعليم عن بُعد وسيلة في نقل المعلومة من الواقع الحقيقي للواقع الافتراضي بشروطه ومُحدداتهِ، فالصف فيه تحول من صورةٍ اعتدنا عليها لصورةٍ حديثة تواكب الرَكب العالمي، وما نشاهده في دول العالم الثالث هو صورة يمكن القول بأنها نظام تعليم بدائي؛ بسبب فقدان البنية التحتية التي يحتاجها هذا الرافد من التقنية، لذلك يتوجب توافر مجموعة كبيرة من الشروط وبناء منظومة متكاملة في سبيل العمل بصورة مُثلى من أجل تطبيق نظام تعليمي حديث ومميز، فلا يمكن ان تكون هناك بدائية في العمل وهناك تجارب حية لهكذا أنموذج فيمكن الاهتداء بأي أنموذج ناجع ويتلاءم مع الواقع التعليمي الحديث، ولا يمكن انكار ان الكثير من الدول تحتاج لِبنية تحتية في شبكة الإتصال حتى تساعد من نمو هذا المشروع لأنه في النهاية وبلا شك ان شبكة الاتصال تلعب الدور المهم والبارز في تفعيل هذه المنظومة ان لم نقل انها كُلّ شيء فيها، فمن غير المتصور وجود تعليم عن بُعد من غير اتصال شبكي معلوماتي مؤمن وفَعال بشكل يساعد الطالب والأستاذ على الاستخدام الامثل له.