كاظم الحسن
هذا العنوان هو للكاتب عبد السلام المسدي آثرت أن استقي منه بعض الشذرات والومضات المثيرة وهي طريقة يعتمدها دائما الكاتب الكبير سمير عطا الله في عموده اليومي وهي محاولة سوف استمر بها ان نجحت في ايصال الفكرة من الكتاب وقد اتلمس بها خلاصة الخلاصة بعيدا عن الاسلوب
التقليدي .
الكتاب يتحد ث عن اللغة وترويض الحس السياسي وكأمثلة على ذلك، يذكر المسدي عن اعلان جورج بوش، عزمه الثأر لانفجار الابراج وعن اعداد هجومه على افغانستان، من دون الرجوع للحلفاء، فكان رد الرئيس الفرنسي في مقولته المأثورة: "تستطيع ان تصنع الحرب بمفردك ولكن لن تستطيع ان تصنع السلم بمفردك" وهذا القول بأكمله يعد من صور المجاز السياسي . الفجوة بين اميركا واوروبا عبر عنها دونالد رامسفيلد عندما قال: "ان اوروبا اوروبتان: عتيقة شاخت وهرمت وجديدة غضة نضرة، فأما فرنسا والمانيا فتمثلان اوروبا العتيقة واما اوروبا الشابة فهي معنا "ويقصد بالدول الشابة، هي التي كانت ضمن الكتلة الاشتراكية ايام الاتحاد السوفيتي، ثم التحقت
بالاتحاد الاوروبي.
فكان رد ثابتيرو رئيس وزراء اسبانيا في ذلك الوقت :"ان اوروبا العجوز كأنها اليوم في اوج الشباب" فكانت اللغة على موعد مع البلاغة وتكفلت البلاغة بمهمة الناسخ لإلغاء القول المنسوخ .
إنَّ شعرية القول السياسي هي التي تضمن بقاءه شاهدا على صاحبه، حيث يروي المؤرخون عن (نابوليون بونابارت) قوله "من قال لا اقدر قلت له حاول، ومن قال لا اعرف قلت له تعلم ، ومن قال مستحيل قلت له جرب " كثيرا ما يردد الناس مقولة تشرشل: "لئن كان من الطبيعي ان يتعاطف المرء مع الشيوعية وهو دون الرابعة والعشرين، فغير طبيعي ان يظل على تعاطفه بعدها " في هذا الكلام البليغ، يسعى (تشرشل) الى جمع كل البريطانيين حوله، وانه بكلامه هذا يبتغي التماس الأعذار للآخرين، رافعا عنهم كلفة الحرج في الانتقال من دفة سياسية الى دفة مقابلة تماما، في الحرب العالمية الثانية، حيث كان تشرشل صامدا على الجبهة الاخرى، فلما نبهوه الى خطر القصف المحتمل على العاصمة البريطانية، قال مقولته المشهورة :"في لندن لا يوجد لدينا برج ايفل ولا متحف اللوفر" ظاهر القول يوحي بأنه يستنقص من مجد لندن اذا ما قورن بمجد باريس، لكن المضمر هو أسف ( تشرشل ) لانخذال المقاومة لدى الفرنسيين، ولظهور فئة تعاونت مع الغزاة، وقد كان الرئيس الفرنسي( ديغول) بليغا في وصف من تعاون من الفرنسيين مع الالمان في احتلال بلدهم في الحرب العالمية الثانية، حيث وصفهم: بالقول: "إلى الذين فاتهم التعلق
بالوطن".