د.عبد الواحد مشعل
لا شك أن أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة حتى عام 2030 من المؤشرات الأساسية لقياس مدى نجاح برامج التنمية في مختلف البلدان ومنها العراق، ويبرز بين تلك الأهداف الهدف الرابع الخاص بالتعليم والذي يستهدف بناء الإنسان الكامل من خلال التعليم الجيد، ونظرا لأهمية هذا الهدف، فان العراق من البلدان التي تحتاج إلى تنمية مستدامة شاملة بسبب ما يعيشه من صعوبات اقتصادية ومشكلات اجتماعية معقدة، وعند التفكير بالشروع بالتنمية لا بد أن يحتل بناء الإنسان المتعلم أولوية مميزة من بين الأولويات الأخرى من قبل الدولة والمجتمع، وعليه عند إجراء تنمية ناجحة لا بد أن يستند إلى أسس راسخة ومنها التعليم الجيد، فالإنسان هدف التنمية وغايتها، وهو بلا شك مرتبط بقدرة الإنسان على الاضطلاع بذلك، وهذا لا يتم إلا بتوفر مستلزمات التعليم، والقضاء على الأمية وبلورة وعي اجتماعي بأهمية الحداثة في مجالات مجتمعية مختلفة، لاسيما ان المجتمع العراقي يمتلك الإمكانيات اللازمة لتحقيق مستويات متقدمة للتعليم القادر على بناء الإنسان الكامل المؤهل والقادر على تحقيق طفرة حضارية متفاعلة مع التطور الحضاري في عالم اليوم، وكذلك على نطاق التطور الحضاري المستقبلي الذي تتسارع خطواته، وتتعدد قنواته بشكل مذهل، وعلى المستويات كافة، وفي هذا السياق ينبغي اعطاء التعليم مساحة واسعة من الاهتمام من قبل وزارة التربية والتعليم العالي ومن لدن الدولة العراقية بكاملها بهدف تحقيق تطور نوعي في مجالات التعليم المختلفة بغية الوصول إلى الشروط اللازمة لبناء الإنسان المعرفي الذي يعول عليه في بناء مجتمع متطور تتكافأ فيه الفرص وتتحقق فيه الرفاهية، فالتعليم اليوم يمر بأزمة كبيرة سواء على مستوى المعرفة أم على مستوى البنى التحتية، وعملية النهوض بهذا القطاع مهمة وطنية تستلزم تضافر الجهود الحكومية والمجتمعية معا، وهذا يتطلب من أصحاب القرار اتخاذ إجراءات عملية من اجل النهوض بالتعليم في مراحله المختلفة، لاسيما أن كثيرا من المناطق العراقية خارجة من عمليات حرب وصراع، ما يستلزم الأخذ بنظر الاعتبار آثار الحروب والأزمات على أجيالنا الجديدة، وهي أجيال تحتاج إلى جهود جبارة لتأهيل مؤسسة التعليم، وإذا ما تمكن العراق من تحقيق تقدم ملموس في مجال التعليم، فإنه يصبح أكثر قدرة على تحقيق تنمية مستدامة ناجحة.