تنطلق في الرابع من آذار المقبل، نسخة (2020/ 2021) الرقميَّة من مهرجان «ريدزون» السنوي الذي تنظمه مؤسسة المورد الثقافي بالشراكة مع مؤسسة «KKV» النرويجية (Kirkelig Kulturverksted)، تحت عنوان “فضاءات داخليَّة”.
يمتد المهرجان (أونلاين) بين 4 الى 6 آذار ويشارك فيه 32 فناناً وفنانة من العراق والسودان والمغرب ومصر وسوريا وتونس ولبنان والأردن والجزائر.
وتجمع هذه النسخة 26 مشروعاً لفنانين بصريين وتعرض مشاريع سينمائيَّة وعروض أداء وتقدّم أعمال موسيقية تخلق حواراً بين آلات موسيقية قديمة وإبداعات معاصرة.
يقسم المهرجان هذا العام الى ثلاثة أقسام: البرنامج الرئيس، لفتة خاصة، وحجر. يضم البرنامج الرئيس ثلاثة عناوين فرعية تندرج تحتها الأعمال وهي «كلوز آب» و»زووم إن» و»أجساد افتراضية»، ويشارك فيه كل من الفنانين باسم يسري (مصر)، پترا سرحال (لبنان)، توفيق إزديو (المغرب)، زينة سلامة (سوريا)، الصادق محمد وأبوزر آدم (السودان)، فارس إسحق (الأردن/ فلسطين)، نيكولا خوري (لبنان). بينما يشارك كل من بثينة عبد العزيز غريبي (تونس)، جيهان بن شيخة (تونس)، ريمي سرميني (سوريا)، ساندي شمعون (لبنان)، صوفيا الخياري (الجزائر)، كورال غاردينيا (سوريا)، كريسيتيل خضر (لبنان)، ياسمين المليجي (مصر)، في «لفتة خاصة».
وفي قسم «حجر»، دعت مديرة المهرجان فنانين واعدين لمشاركة مشاريعهم التي استلهموها من فترة الحجر وأنتجوها خلالها، وهم: انتصار بلعيد (تونس)، حياة حسن (البحرين)، دانا دجاني ورامي قانصوه (الأردن)، زهراء غندور وطارق تركي (العراق)، سامر بو صالح (لبنان)، سامر السعيدي وميريام جعجع (لبنان)، سلمى مراد (السعودية)، عبد الله هصاك (المغرب)، علي ج. دلول (لبنان)، محمد عمران (مصر).
كما تضمّ نسخة «فضاءات داخليَّة» جلسة حوارية بعنوان «الحجر والإبداع» تبثّ عبر «راديو الحارة» في بيت لحم، تجمع فنّانين وعاملين في المجال الفني هم خيّام اللامي (العراق)، ليلى سليمان (مصر)، منال سويسي (تونس)، يزن خليلي ويوسف أنسطاس (فلسطين).
وقالت القيّمة الفنية على نسخة «فضاءات داخلية» من مهرجان ريدزون ومديرتها رشا صلاح: «بما أنَّ هيكلياتنا الاجتماعية ركيزة من ركائز المواجهة الجماعية لعدة تحديات وجودية تواجهها المنطقة، فإنَّ تجاربنا كأفراد منعزلين في التعامل مع عوالم كل منا، الداخلية منها والخارجية، قد خلّفت أثراً عميقاً في نفسيتنا الجمعية، تدعوكم نسخة 20/21 من مهرجان ريدزون إلى استكشاف الفضاءات الداخلية التي صنعت حياتنا خلال العام الماضي بعيون فنانين مختارين تتراوح رؤاهم بين التأمل الداخلي وفوبيا الأماكن المغلقة».
وأضافت: «بتأمّلهم في تجربة العزلة الجماعية، يشارك الفنانون تناقضات الهدوء والقلق، الإبداع والفراغ، الحزن والغضب». ولفتت صلاح الى أنَّ هذه النسخة من «ريدزون» توجّه التحية للفنانين الذين ساعدوا في تجاوزنا فترة الحجر بمنحنا الإلهام وتحريضنا على التفكير وبث الهدوء والتأمل في نفوسنا.
وقالت مديرة «المورد الثقافي» إيلينا ناصيف: «يسعى مهرجان ريدزون إلى تشجيع الأعمال الفنية التي لا تتحرّج من الموضوعات الصعبة أو المُحرّمة اجتماعياً. يأخذنا عنوان نسخة هذا العام إلى حيث ألقى بنا الوباء، إلى عوالمنا الداخلية، لنعبّر عن مواطن ضعفنا وحاجتنا للتواصل ومشكلات الصحة الذهنية والنفسية والخوف من وصمة المجتمع؛ فالتأمل في دواخلنا هو ما مكّننا من النجاة وتجاوز المآسي وفقدان الأحبة طوال العام الماضي. تمنحنا نسخة «فضاءات داخلية» هذا العام فرصة للتفكير في: كيف نكون وحدنا، وكيف نجتمع مجدداً؟ كيف نعبّر، فردياً وجماعياً، عمّا يؤلمنا؟ نرى في هذا الشكل الاستثنائي لنسخة هذا العام فرصة سانحة، فهذه الظروف الاستثنائية قد تسمح لنا بأنْ نتصوّر معاً واقعاً أكثر صدقاً وتواصلاً وعدلاً».
أما مؤسِّس ومدير مؤسسة (KKV) إريك هيلستاد فعد أنَّ مهرجان ريدزون يشكّل منذ انطلاقه قبل 8 سنوات، منبراً مهماً لتوسيع آفاق حرية التعبير من خلال الفنون، ونحن في (KKV) ممتنّون لشركائنا في المورد الثقافي للجهد الذي بذله فريق العمل والفنانون المشاركون لإثراء هذه الفكرة بأعمال فنية رفيعة المستوى. تكتسب مساحة حرية التعبير هذا العام معنى جديداً بعد أن ضيّق الوباء المساحات من حولنا. ولقد وجدت مديرة المهرجان والقيّمة الفنية رشا صلاح، وفريق المورد الثقافي، وسيلة رائعة لمقاومة الشلل الذي فرضه الوباء، عبر تحفيز الفنانين على استخدام الإنترنت بأشكال جريئة ومبتكرة، وتتطلّع KKV إلى التجربة التي سنشاركها مع جمهور واسع حول العالم. ونغتنم الفرصة اليوم لنعبّر عن امتناننا أيضاً لوزارة الخارجية النرويجية التي دعمت المهرجان عاماً بعد عام منذ بدايته عام 2013».