الأزمة ومصير الطالب العراقي!

آراء 2021/03/01
...

 
 زهير الجبوري 
 
في حياتنا المأزومة بكل جوانبها الاجتماعية والصحية والبيئية، ربما هي محنة العصر، او كما يقال عند بعض المحللين السياسيين «إنها حرب عالمية»، يشترط علينا ان نقف وقفة جادة في حلّ أهم ازماتنا في البلد، تلك التي ترتبط بمصير طبقة من طبقات المجتمع، وواحدة من هذه الطبقات، ما يرتبط بمصير ابنائنا التلاميذ والطلبة في كل انحاء البلد، ولعلني اشرت الى ذلك في مقالات
سابقة غير ان المرحلة الحالية ينبغي ان تكون واعية ومعبرة عن تجربة أكثر من عام على مرور جائحة كورونا، ولأن الواقع يفترض علينا
ايجاد السبل التي تجعل الحياة الدراسية في العراق تسير
بخطى محسوبة بشكل صحيح، فإن أي تلكؤ يزيد الموسم الدراسي تعقيداً اضافياً، فبعد أن مرت الشهور
الأولى «رغم تقنينها» بسلام، الآن لم تكن لهذه الاستمرارية ما يسرّ، حيث أجلت امتحانات نصف السنة الى إشعار آخر بعد أن كان الجميع على استعداد لإقامتها، صحيح ان ما يهمنا هو الوضع الصحي للجميع، غير ان اجراء الامتحانات بطريقة التباعد الاجتماعي يرافقها تأمين صحي، يعكس مدى تواصل الحياة الدراسية وفق ما تقتضيه الأزمة وطرق الالتزام بتوصياتها، وهذا الدور من المفترض ان يكون واجب «خلايا الأزمة»، ولو كانت هناك تشاورات من جميع الاطراف لوجدنا العديد من الحلول التي تنصب لصالح ابنائنا الطلبة وللملاكات التي تقود العملية التربوية.
فضلا عن ذلك، فإن البديل «الالكتروني» يفقد من أجواء الطالب داخل الصف وداخل المدرسة او القاعة الامتحانية، ولهذه المسألة تحليلات نفسية دقيقة ممكن الحديث فيها عند أهل الاختصاص، وفي ظروف معينة كالظروف التي يعيشها عراقنا، لا توجد الأرضية الكافية لما يسمى بالدراسة عن بعد» مثلما موجود في العديد من الدول الأوروبية واللاتينية.. إنَّ كلّ ما نتمناه هو تخطي المرحلة الاستثنائية هذه من دون وقوع أزمات، وأَنْ يستفيد الطالب من حياته الدراسية ولو جزءا من العلمية التي وضعت في المناهج رغم اختصار الكثير من فصولها لكل مادة في العامين 
الأخيرين.