علي كريم خضير
ثلاثة ايام هي محطات زيارة بابا الفاتيكان للعراق لكنها تركت اثرا كبيرا دوليا ومحليا فضلا عن معطياتها السياسية والنفسية والدينية
كما أنها فرصة مناسبة لإيصال رسالة السلام من بغداد السلام، بعد أن عبثت فيها يد الإرهاب الآثمة، إلى كل أرجاء الكرة الأرضية، إذا ماعلمنا بأن كثيرا منهم يعتنق الديانة المسيحية.
وعندما تكون الزيارة من شخص يمثل الأب الروحي لمعتنقي الديانة، بالتأكيد ستكون هناك أصداء فاعلة، في تمجيد الزيارة، والجهة التي قصدها البابا.
وستوجه الأنظار إلى أهمية هذا الاختيار، وأهمية هذه البقعة من الأرض تأريخيا، وحضاريا.
ونحن إذ نشير إلى ذلك، ينبغي ألا نغفل عن استثمار نتائجها في تحسين صورة واقعنا السياسي، والاجتماعي الذي شوهته الفتن، والحروب، وأيادي الشر التي لم تزل تتصيد الفرصة السانحة للعودة بنا إلى مسايرة خططهم الإجرامية، في تفتيت وحدة الصف العراقي، والعبث بمقدراته.
هذه القوى المعادية التي جندت وسائلها الإعلامية في إبراز الصورة السوداوية المشوهة للعراق، تبتغي من ورائها أن يبقى العراق معطلا، وعاجزا عن تلبية أدنى حاجاته الضرورية، وغير قادر أن يلعب دوره الإقليمي، والدولي في العالم.
وقد نكون مجانبين للصواب إذا لم نقل بأن تلك الأفاعيل لم تأخذ حيزا كبيرا في أوساط المجتمع العراقي.
ولكن الأهم، هل أنها نجحت؟.
الجواب: كلا.
لأن الإرادة العراقية كشفت عن هذا القناع، وافتضحت أمره.
وصار التفكير بالعمل الجمعي قيد المستطاع.
ولرب شخص يدحض ما سبق من كلام، بالرجوع إلى موقف الكرد، وعدم القناعة من طروحات المركز، وكثرة التوترات الحاصلة بين بغداد والاقليم.
وإن الأمر يتطلب معهم مزيدا من السياسة، وحسن الإقناع.
وأن يزيح المفاوض من عقولهم وساوس عدم الثقة، ويبصرهم بأهمية الطيف الكردي في بناء العراق، وأنهم جزأ لايتجزأ من هذه الشجرة العظيمة.
فمن دونهم يغدو العراق طائرا بلا جناح، لايمكن له ان يحلق في الجو، ولا يمكن له أن يكون كائنا متكاملا.