غيّرت الصين علاقتها بالعالم، أصبحت ترغب بأنْ تجتذب شركاءً بدلًا من اجتذاب الغزاة في بدايات القرن الماضي، أو اجتذاب الأعداء الاقتصاديين منذ ثمانينيات القرن الماضي وصولاً الى نهاية العقد الأول من القرن الواحد والعشرين.
لهذا طرحت مبادرة الحزام والطريق، أو ما يعرف بـ(حزام واحد وطريق واحد). وقد طرح الرئيس (شي جي بينغ)، هذه المبادرة عام 2013، وفقاً لفهم سياسي اقتصادي يرى بأنَّ البنى التحتيَّة المتخلفة في البلدان التي تشكل ممرًا أو مستهلكًا لبضائع الصين، إنما تؤدي عملياً الى إعاقة تواصل الصين مع العالم، وستفشل الجهود الاقتصادية المضنية التي تبذلها الصين داخلياً لأسبابٍ خارجية. وبالتالي تم طرح هذه المبادرة التي تتضمن شراكة الصين مع دول العالم على الممر القديم (طريق الحرير)، بحريًا أو بريًا. هذه الشراكة تعتمد المبادلة بالموارد والتكنولوجيا الرخيصة التي تمتلكها الصين. لكن البعد السياسي ما زال يهيمن على هذه المبادرة. وما زالت خصومات الصين التجارية تلقي ببعض ظلالها على هذه الشراكات، التي اجتذبت أكثر من 68 دولة وعدداً كبيراً من المنظمات والشركات القابضة والاتحادات الصناعية حول العالم لغاية اليوم.