سرور العلي
يجهل كثيرون أهمية الوقت وكيفية إدارته لصالحهم، إذ لا يشعرون بقيمته إلا بعد فوات الأوان، وضياعه وإهداره من دون منفعة، ونتيجة لذلك ظهر مفهوم إدارة الوقت الذي يعنى بتنظيمه واستثماره، وتسخيره للحصول على نتائج إيجابية في مجالات الحياة كافة .
إذ يعمل تنظيمه على زيادة انتاجية الموظفين والعاملين في الشركات والدوائر، ويزيد من نجاح المشاريع وديمومتها، وهو الحد الذي يميز بين الفرد الفاشل والناجح، ونقع أحيانا في مأزق بسبب سوء إدارتنا للوقت. وتتلخص مهارات إدارة الوقت بتحديد المهام، والأولويات التي يمكننا أداءها أولا من دون تأجيل، والتخطيط الناجح على الرغم من صعوبته وتعقيده، إلا أنه يؤدي إلى نتائج جيدة على المدى القريب والبعيد، ومن المهارات الأخرى هي تحديد وقت لكل مهمة، وعدم القيام بأكثر من واحدة في الوقت نفسه، إذ إن تأدية أكثر من مهمة يسبب في حدوث الأخطاء، كذلك القدرة على التركيز، والبدء بالمهمات الصعبة
أولا.
كما أن للتنظيم دوره الفعال الذي يسهم في تطور العمل ونجاحه من خلال وصف الأعمال والمهام المراد أداؤها، فضلا عن توفر الوسائل التقنية وغيرها كالحواسيب، والمكتبات، والمفكرات، والتسجيلات، والبريد الإلكتروني، وتساعد تلك الوسائل على تقسيم المهمات الكبيرة إلى صغيرة، ما يؤدي لسرعة إنجازها بدلا من إهدار الوقت والعشوائية، ويستخدم البعض الخريطة الذهنية ليشعروا بالراحة، وذلك عبر تقسيم المهام أيضا ولكن في الذهن، ومن ثم إنجازها الواحدة تلو الأخرى.
وتعمل كل تلك المقومات على سرعة الإنجاز في العمل، ورفع كفاءة الإنتاجية، وتحقيق الأهداف، والشعور بالسعادة والراحة، وتحسين الاستقرار النفسي والاجتماعي والاقتصادي لدى الأفراد، والتخلص من الضغط العصبي، والحصول على فرص أكبر تساعد على التقدم والتفوق، وتحديد الأهداف، وتلمس رضا مدير العمل.
ومن المهم جدا التمييز بين ما هو ضروري وبين ما هو مهم، فهناك أمور لا تحتمل التأجيل، ويمكننا إسناد مهمة ما إلى فرد مناسب للقيام بها.
اليوم أصبحت درجة ضياع الوقت أكبر بسبب كثرة المغريات التي تشتت الذهن، كمنصات التواصل الاجتماعي، والتقدم الذي تشهده التكنولوجيا في كل
وقت.