تشجيعاً للأسر الكبيرة تحية للأخت الكبرى

اسرة ومجتمع 2021/03/27
...

  تيموثي ب. كارني
  ترجمة: مي اسماعيل
الألعاب والدمى تجعل الأطفال سعداء، هذا ما كشفته دراسة حديثة لم تشكل أي نوع من المفاجأة للأسر؛ لكن هناك اكتشافا آخر أكثر حساسية وفائدة تربوية وهو : ان الأطفال الذين لديهم أخوات أكبر سناً يشعرون بسعادة أكبر ويتصرفون بشكل أفضل على المدى البعيد، اذ طرح باحثون 
من جامعة ويليامز سؤالا بين الاسر في كينيا: ما هو تأثير وجود أخت كبرى في الأطفال؟، وكان الجواب أن وجود الأخت الكبرى يُحسّن بشكل كبير من تصرفات الاطفال وقدرتهم على التعلُّم وتطورهم، وقالت الباحثة باميلا جاكيلا  والباحث أوين أوزير عن نتائج البحث: «يحقق الأطفال الصغار الذين لديهم أخت أو أخوات أكبر سنا نتائج أعلى بنحو (0.12) بالمئة من الانحرافات المعيارية على مؤشر نمو الطفولة المبكرة المعدل حسب العمر من الأطفال الذين لديهم أخ أو اخوة أكبر»، وكان التساؤل: لماذا يقترح الباحثان أن السبب قد يعود الى ان «الاخوات الكبيرات يشتركن بفعاليات أكثر تحفيزا مع أشقائهن الأصغر من أي شخص آخر في المنزل، ويتفوقن (بخلق الجو الأسري) على الاسر التي تخلو من الاخت الكبرى»، ويعني ذلك أن وجود الاخت الكبرى يشبه الى حد ما وجود أم ثانية؛ لذا يمكن للأسر الاستفادة من هذا التوصيف بعدة 
طرق. 
 
أهمية «التربية الممتدة»
قد يعتقد البعض بوجود تلميح خاطئ بأن الاخوة لا يقدمون الدعم الكافي لمسار الحياة الاسرية مقارنة مع الأخوات؛ لكن التفسير المنطقي لهذا يرتبط بالاختلاف الطبيعي بين البنات والأولاد، ولأن الأخوات يتصرفن بشكل مختلف عما يقوم به الاخوة؛ فان تفاعلهن مع الأطفال الاصغر سنا يقوم على الغريزة الطبيعية، وفي أغلب المجتمعات التقليدية يجري تعويد الفتيات على سلوكيات معينة وتعويد الأولاد على أنشطة أخرى؛ وهذا التفسير الأكثر بساطة يوضح سلوك الفتيات لرعاية الاخوة الاصغر سنا بشكل طبيعي؛ لذا فان الاطفال الذين ينشؤون بوجود الاخت الكبرى يحظون بكمية أكبر من الرعاية، وقد تؤدي تلك التفسيرات الى تشجيع الاسر لزيادة عدد الأطفال؛ فكلما ازداد عددهم ارتفعت احتمالية وجود الاخت الكبرى، وتطرح تلك الاحتماليات أيضا مفهوم توسيع رعاية الاطفال لأبعد من الاسرة المباشرة، فليس كل اسرة فيها اخت كبرى، وبالتالي، إذا كنت تريد لأطفالك أن يتعاملوا مع اخت كبرى فدعهم يلعبون أكثر مع أطفال الجيران. وترى الدراسة المنفذة في كينيا انه اذا لم ينجح هذا المقترح بقدر وجود اخت كبرى «فعلية» في الاسرة؛ فانه سيحمل رغم ذلك تأثيرات ايجابية عامة.
ونتيجة لما تقدم تظهر أيضا أهمية ما يسميه الباحثون «التربية الممتدة»، 
أي الرعاية التي يقدمها الأجداد والأخوات والاخوة الأكبر سنا، والجيران 
وغيرهم، ومن المشكلات التي تواجهها الاسرة من الطبقات المتوسطة 
والعاملة، خاصة في المدن، ان الحمل الاكبر للتربية الاسرية يقع على الوالدين بمفردهما، كما زادت جائحة كوفيد - 19 من تلك المعاناة، وبالتالي يمكن القول أن المثل الأفريقي القائل «يتطلب الأمر قرية بأكملها لتنشئة الأطفال» مثلٌ حكيم وصائب. 
 
 موقع «واشنطن ايكزامينر»