صالح لفتة
ليس بالضرورة أن تكون عنيفاً مع أطفالك، لتكون اباً سيئاً، ليس لديه حس المسؤولية وواجب الابوة، فالإهمال ايضاً وجه آخر للفشل بتحمل المسؤولية وعدم مراقبة الطفل والاهتمام بهم أو معرفة ما يريده ويحبه هو فشل آخر، فعندما لا تدري ماذا يفعل ولا يهتم بوجودك اصلا، حينها ستظل تشكو من أن طفلك الصغير يبتعد عنك او لا يأتي للعب معك، او انه خجول ومنطوٍ ومنعزل ولا يحب أن يكون بقربك عكس الكثير من أطفال معارفك الآخرين وتريد حلا لذلك، ببساطة السبب منك انت، ففي فترات حياته الأولى يحتاج الطفل الى رعاية خاصة واهتمام معقول يزيد الروابط بين الطفل و والديه، فالاطفال مقلدون يتعلمون بالتصرفات التي تصدر من الوالدين ولا يميزون بين الصواب والخطأ عند رؤية الأكبر منهم يفعل ذلك التصرف، ولجعل اطفالنا ينشؤون نشأة صحيحة يجب أن نكون مثالاً جيداً لما نريدهم أن يكونوا، فالطفل تتكون شخصيته وتتشكل اكثر من خلال ما يرى ويسمع في البيت وكل ما يصدر في البيت من تصرف او حديث سيبقى راسخاً في ذاكرته وجزءا من طبعه الذي سيظهر للعلن عندما يستقل برأيه ويتعامل بنفسه مع المجتمع في المدرسة والشارع .
الاطفال اجسام مستقبلة لكل شيء، فلنغذي فيهم الأمل والتفاؤل والمحبة، ولا نملأهم بالحقد والحسد على القريب والبعيد حتى لا يأتي يوم
ونرى قلوبهم قاسية او لا يهتمون بنا في الكبر، ثم نلومهم فنحن من حَجر قلوبهم، وحتى الكذب عند الأطفال يكون
بسبب البالغين، فيجب الا نقطع امامهم الوعود الكاذبة او التي نعجز عن تنفيذها، فعندما يرون التناقض بين الأقوال والأفعال لمن هو الأقرب إليهم وهو الأب بطبيعة الحال سيحذون حذوه ويتخذون الكذب سجية ظنا منهم ان ما يفعلونه هو
الصواب.
حاول التقرب أكثر من أطفالك اعطهم اكثر من وقتك استمع لأحاديثهم صحح تصرفاتهم من دون عنف، العب وتصابَ معهم، واجعل أفضل أوقاتهم عندما تكون حاضرا معهم في البيت، زدهم تعلقاً بك ولا تخجل من ذلك، عندما ترجع للبيت ويهرع اطفالك لاحتضانك فأنت على طريق الصواب.