كوريا الجنوبية وتايوان تتفوقان في مجال الرقاقات الالكترونيَّة

علوم وتكنلوجيا 2021/04/06
...

 سيول: وكالات
 
أعلنت شركة إنتل الأميركية في وقتٍ سابقٍ عن خطط لإنفاق 20 مليار دولار بحلول العام 2024 لبناء منشأتين جديدتين لصناعة الرقاقات في ولاية أريزونا الأميركيَّة. لكنْ حتى إذا تمكنت من صد تأثير الصين المتزايد في سلسلة التوريد العالميَّة، فإنها لا تزال تواجه قوة شركة سامسونغ الكورية الجنوبيَّة وشركة TSMC التايوانية. ويشير تقرير بحثي صادر عن (IC Insights) إلى أنَّ مبلغ 20 مليار دولار الخاص بشركة إنتل ليس قريبًا بما يكفي لمواجهة هؤلاء العمالقة الآسيويين.
فرصة معقولة للنجاح
وذكر التقرير أنَّ الحكومات تحتاج إلى إنفاق ما لا يقل عن 30 مليار دولار سنويًا لمدة خمس سنوات على الأقل للحصول على أي فرصة معقولة للنجاح.
ويعدُّ ذلك إشارة إلى الحد الأدنى من الإنفاق الذي تحتاجه الولايات المتحدة والصين والاتحاد الأوروبي لتطوير شركات تصنيع الرقاقات التي يمكن مقارنتها بشركتي سامسونغ وTSMC من حيث تكنولوجيا الإنتاج والقدرة.
وظل صانعو الرقاقات بخلاف سامسونغ وTSMC حذرين بشأن الاستثمار الرأسمالي بسبب ارتفاع تكاليف بناء المصانع.
ووفقًا لتقرير IC Insights، ظلت سامسونغ أكبر منفقٍ في العالم منذ العام 2010، وبالكاد تلحق إنتل بركب TSMC التي تحتل المرتبة الثانية. ومن المتوقع أن تتحمل كل من سامسونغ وTSMC معًا 43 في المئة من إجمالي الإنفاق الرأسمالي العالمي هذا العام.
وسيطرت سامسونغ وTSMC على صناعة الرقاقات العالميَّة خلال العقدين الماضيين، وتعدُّ أزمة رقاقات السيارات الأخيرة أحد الآثار السلبية للاحتكار.
وفي حين إنَّ الاستثمار الكبير لشركة إنتل مدفوعًا بالتنافس بين الولايات المتحدة والصين، يجب أنْ تكون ستراتيجيتها أيضًا هي سد الفجوة مع أكبر شركتين. وبالنسبة للصين، فإنَّ تقدير IC Insights لمبلغ 30 مليار دولار سنويًا لمدة لا تقل عن خمس سنوات هو هدف طموح.
 
مرفق للبحث والتطوير
وبذل القطاعان العام والخاص في الصين جهودًا متضافرة لتعزيز هذه الصناعة في البلاد منذ العام 2014، لكنَّ الإنفاق الرأسمالي لشركات صناعة الرقاقات المحليَّة بين عامي 2017 و2020 بلغ 44.7 مليار دولار فقط.
واستثمرت سامسونغ وحدها ما يقرب من ضعف هذا المبلغ خلال الفترة نفسها.
وقال تقرير IC Insights: حتى لو كان المال متاحًا بالنسبة للصين، فمن المؤكد أنَّ المشكلات التجاريَّة التي تحظر على البلاد شراء بعض القطع المهمة لمعدات العملية تعيق صانعي الرقاقات.
وتعهدت وزارة الاقتصاد والتجارة والصناعة اليابانيَّة بجذب مصانع تصنيع الرقاقات الخارجيَّة لصنع أشباه موصلات متقدمة في البلاد، لكنْ من غير المرجح أنْ تسفرَ مثل هذه الجهود عن نتائج. وتخطط TSMC لاستثمار نحو 189 مليون دولار لإنشاء مرفق للبحث والتطوير في شمال شرق طوكيو، لكنَّ هذا المبلغ يعدُّ صغيرًا بالنسبة للشركة. ومن غير المحتمل أن تتحمل شركات تصنيع الرقاقات الرئيسة في الولايات المتحدة والصين وكوريا الجنوبية وتايوان عناء بناء مصانع كبيرة في اليابان وسط المخاطر الجيوسياسية المتزايدة. ويجب أنْ تركز اليابان على معدات ومواد صناعة الرقاقات، وهي منطقة لا تزال تتمتع فيها بميزة تنافسيَّة.
 
نقص عالمي
وعلى صعيد ذي صلة، يؤدي النقص العالمي في الرقاقات إلى تعطيل الإنتاج في الصناعات الرئيسة، بدءًا من السيارات وألعاب الفيديو إلى الأجهزة المنزلية، ما يتسبب في حدوث تأخيرات في مصانع التصنيع الرئيسة.
وقالت شركة كيا: إنها تغلق مصنعها في جورجيا لمدة يومين هذا الأسبوع للسبب نفسه. ويصنع المصنع أكثر من 3 ملايين سيارة سنويًا، بما في ذلك النماذج الرئيسة للشركة، مثل: K5 وSorrento.
وتخطط شركة هيونداي أيضًا لإيقاف مصنع سيارات الدفع الرباعي في أولسان الذي يصنع سيارة Kona والمركبة الكهربائية IONIQ 5 التي تم إصدارها حديثًا، في الفترة من 7 إلى 14 نيسان. ويأتي هذا بالرغم من أن الشركة أبدت ثقتها في أنها قامت بتخزين ما يكفي من الشرائح للحفاظ على عملياتها العادية في وقت تقوم فيه شركات صناعة السيارات العالمية الأخرى بإيقاف الإنتاج.
كما تأثر النقص في الرقاقات بالكوارث الطبيعية، بما في ذلك تساقط الثلوج بغزارة في تكساس الذي أغلق مصنع سامسونغ لصناعة أشباه الموصلات هناك وزلزال اليابان الذي أغلق مؤقتًا مصنعًا لأشباه الموصلات في المنطقة. ومن المتوقع أن يتسبب الإغلاق في خسارة إنتاجية تبلغ 6000 سيارة Kona و 6500 سيارة IONIQ 5.