يتفاوت المسلمون في عاداتهم باستقبال شهر رمضان من بلد لآخر، ورغم جائحة كورونا هناك الكثير من الطقوس المشتركة لاستقبال الشهر الفضيل كنشر الزينة الكهربائية المضاءة في الشوارع وعلى شرفات المنازل، وتنطلق في البيوت روائح المسك والعنبر وماء الورد من جراء نثرها على عتبات الأبواب والحدائق المحيطة بالمنازل قبل بدء شهر رمضان الكريم، فما هي طقوس الإعلامية العربية في استقبال الشهر المعظم ؟ سألت بعضهن، وكانت هذه آراؤهن
لـ «الصباح» في سياق الاستطلاع التالي.
بيّنت كوثر عرقوبي صحافية ومذيعة أخبار في إذاعة تونس الثقافية في حديثها لـ«الصباح»: «يمثِّل شهر رمضان لي ولاسرتي ضيفا مبجلا وعزيزا جدا لذلك نستعد له من بداية السنة اي قبل أشهر من قدومه، اذ نقوم برحي التوابل وإعداد العولة في المنزل من المحمَّص والشوربة (أكلات شعبية تونسية)، فضلا عن رحيّ القهوة المعطرة بقشور البرتقال الجاف»، موضحة: «وقبل رمضان بأيام نقوم بطلاء جدران المنزل ونكثر من وضع الذكر والقرآن بصوت عال وعلى مدار اليوم تقريبا، كما نحرص على تبخير المنزل وهي عادة تعتقد امي أنها تجلب الملائكة وتنشر الموجات الايجابية بين أفراد الاسرة».
تغيير ديكور المنزل
غفران الراضي معدة ومقدمة البرامج في قناة العالم الفضائية قالت: «عادة اهتم بترتيب جو مغاير للأيام العادية من حيث تغيير ديكور المنزل وايضا تحضير أهم مستلزمات المائدة الرمضانية وكذلك الحرص على زيارة الأهل والأقارب لأنني أعتبره شهر التقارب والمحبة بين الناس».
إضاءة الحي
محررة الأخبار الإذاعية سهام سامي اكدت: «منذ حلول شهر شعبان أبدأ بتوفير احتياجات البيت من اللحوم وكل أنواع البهارات والمشروبات والحلويات مثل الحلقوم والحلاوة والتمر، كما أقوم بتوفير كل الأواني وأدوات الطبخ الناقصة»، لافتة: «اشارك جاراتي في تعليق سلك اللمبات الكهربائية الصغيرة بألوانٍ زاهية لإضاءة الحي الذي نسكن فيه لينير جميع البيوت ويضفي جواً رمضانياً يجلب الفرحة الى نفوسنا في استقبال الشهر الكريم».
في حين اوضحت الصحفية تغريد العزاوي عن بعض طقوسها في استقبال رمضان: «قبل اسبوعين أو أكثر من بدء شهر رمضان أذهب مع والدتي لشراء المواد الغذائية والعصائر الطبيعية وكل أنواع الحبوب من البقوليات كالعدس والفاصوليا والباقلاء والحمص والشعرية، وكذلك نهتم بشراء التمر والخيار والبطيخ ونتناولها عند السحور للتقليل من شدة الظمأ، وأقدم تهنئتي بمناسبة حلول شهر رمضان لجميع المسلمين وربنا يتقبل طاعات الجميع».
فوانيس رمضان
وقالت المراسلة بلسم العبودي : «استقبل شهر رمضان المبارك بشغف كبير، لأنه شهر الطاعة والإيمان المطلق والخالص للرب عز وجل وطقوسه هي الصوم بتجنب المحرمات كلها، وقبل أن يبدأ، أجهِّز مستلزماته من الفوانيس الرمضانية والحبوب وكل الأشياء التي تفرحنا بقدوم رمضان، فله روحية وقدسية وسكينة كبيرة في قلبي».
معانٍ إنسانيَّة
مراسلة قناة «العراقية» من أميركا أيفون كولة وهي من الديانة المسيحية هنأت وشاركت أصدقاءها المسلمين بفرحة حلول شهر رمضان المبارك فقالت: «شهر رمضان، شهر الخير والمحبة والعطاء، شهر تتجدد فيه فرصة العدول عن الخطأ، في كل عام يحل علينا هذا الشهر الكريم وفي كل عام يراودني هذا السؤال، هل يفهم الجميع المعاني الانسانية التي يحملها الينا هذا الشهر المبار؟ هل يدرك الفرد انه في كل عام يدعوه الرب لينقّي قلبه وفكره تجاه الاخرين؟ ما فائدة الصوم ووجهنا عابس كي
نظهر للآخرين بأننا نعاني صعوبة الصوم».
مبينة: «يحل هذا الشهر الكريم كي نتمرن على تحمل الصعاب لتكون لدينا القدرة بأن نُسامح كل من أساء الينا، وأن نفكِّر مليا قبل أن ننطق اية كلمة جارحة في حالة غضب، فعندما نرتقي في فهم ما يدعو اليه هذا الشهر الكريم عندها نستطيع أن نقول بقلوب نقية رمضان كريم على جميع شعوب العالم وعلى بلدي العراق الذي أحمله في قلبي، كما يحمله كل عراقي مغترب في المهجر».