طهران: وكالات
أكدَ مسؤول في وزارة الخارجية السعودية إجراء محادثات بين المملكة وإيران، مشدداً على أن الهدف منها استكشاف طرق للحد من التوتر بالمنطقة، وأعرب السفير رائد كريملي، رئيس تخطيط السياسات في وزارة الخارجية السعودية في حديث لوكالة “رويترز”، عن أمله في نجاح المحادثات، لكنه أكد أنه من السابق لأوانه الوصول إلى أي استنتاجات محددة.
وكانت عدة مصادر إقليمية ودولية، تحدثت عن إجراء محادثات مباشرة بين الرياض وطهران في العاصمة العراقية بغداد، في سابقة هي الأولى من نوعها منذ انقطاع العلاقات الدبلوماسية بين الطرفين في عام 2016.
إلى ذلك، قال وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني: إن دول الخليج العربية وإيران في حاجة للاتفاق على صيغة لتبديد بواعث القلق وتخفيف حدة التوتر في المنطقة.
ورحب الوزير القطري أيضاً بالخطوات التي تتخذها تركيا لرأب الصدع في العلاقات مع السعودية ومصر وحث البلدين العربيين على مواصلة التواصل مع أنقرة.
من جانب آخر، قال المرشد الأعلى الإيراني السيد علي خامنئي: إن “عملية انهيار إسرائيل قد انطلقت وليس بوسع أحد وقفها”.
ووصف خامنئي في كلمة باللغة العربية ألقاها أمس الجمعة بمناسبة “يوم القدس”، إسرائيل بأنها “ليست دولة بل قاعدة لممارسة الإرهاب ضد الفلسطينيين”، وتابع: “حركة انهيار النظام الصهيوني بدأت ولن تتوقف. والجهود الرامية للحفاظ على إسرائيل لن تكون مجدية”.
وشدد المرشد الأعلى الإيراني على أن “توازن القوى تغير لصالح الفلسطينيين وجبهة المقاومة التي اكتسبت قوة دفاعية وعسكرية ذاتية والاكتفاء الذاتي في صناعة أسلحة فعالة”، مضيفاً أن “الوضع الأمني في إسرائيل تعرض لهزائم متوالية ما يشكل فضيحة مدوية”.
وأعرب خامنئي عن قناعته بأن المساعي الرامية لتطبيع العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربية لن تحقق أهدافها، قائلاً: “الحكومات الضعيفة لن تنتفع من العلاقات مع هذا العدو وسوف يعيث فسادا في أرضها وأموالها وأمنها”، داعياً الفلسطينيين إلى انتهاج ستراتيجية موحدة “بحيث يدافع كل جزء عن الآخر بالأساليب المتاحة حين يتعرض للضغط”.
في السياق نفسه، أعلن قائد الحرس الثوري الإيراني اللواء حسين سلامي أن هناك العديد من الأدلة التي أثبتت هشاشة النظام الأمني في إسرائيل وملاحتها البحرية التجارية.
وصرح سلامي في حديث للتلفزيون الرسمي الإيراني بأن النظام الأمني الإسرائيلي “مجرد فقاعة وانفجرت”، مشدداً على أن الولايات المتحدة عاجزة عن تقديم أي مساعدات إلى الدولة العبرية لتعزيز أمنها.
وقال: “انفجار مصفاة حيفا وتسرب الأمونياك وتعرض ثمانين شركة إسرائيلية لهجمات سيبرانية والانفجار قرب مطار بن غوريون وسقوط صاروخ قرب مفاعل ديمونا أثبت هشاشة النظام الأمني ونظام القبة الحديدية في إسرائيل”.
ووصف قائد الحرس الثوري طريقة تعامل إسرائيل مع الهجمات الصاروخية من قطاع غزة بأنها “مضحكة”، وحذر من أن “أول ضربة تتعرض لها إسرائيل ستكون آخر ضربة” وأن “أي إجراء تكتيكي ضدها سيؤدي إلى إلحاق هزيمة ستراتيجية بها”، مشدداً على أن عملية عسكرية واحدة قد تؤدي إلى انهيار إسرائيل.
وتطرق سلامي خاصة إلى الملاحة التجارية الإسرائيلية قائلاً: إنه “خلال الشهرين الماضيين ثبت ضعفها في جميع نقاط العالم”، وتابع: “یمكن تعطيل التجارة البحرية الإسرائيلية بسهولة”.
في ملف آخر، استأنفت في العاصمة النمساوية فيينا أمس الجمعة، اجتماعات اللجنة المشتركة لخطة العمل الشاملة الخاصة بالاتفاق الموقع بين المجموعة الدولية وإيران عام 2015 بشأن أنشطتها النووية.
وشارك في لقاء الجمعة ممثل عن الاتحاد الأوروبي باعتباره منسق الصفقة الدولية ومسؤولون من الدول المتبقية في الاتفاق، روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا، ألمانيا وإيران.
ويستكمل المشاركون العمل الذي بدأ منذ أسابيع سعياً لضمان التنفيذ الكامل للاتفاق من قبل جميع الأطراف وكذلك تأمين عودة الولايات المتحدة الأميركية إليه بعد انسحابها الأحادي عام 2018، وكانت الجولة السابقة انتهت الأسبوع الماضي وسط أجواء تفاؤل، إذ أكد الأوروبيون على “وجود بعض التقدم”.