الشباب والتهور

اسرة ومجتمع 2021/05/08
...

سرور العلي 
انتشرت في السنوات الأخيرة ظاهرة خطيرة بين الشباب، إذ يقومون بقيادة سياراتهم بسرعة فائقة على الطرقات العامة والشوارع الرئيسة، بهدف الاستعراض في ما بينهم، وحب المغامرة والتظاهر بالشجاعة، ليحظى أحدهم باهتمام، وتفوق بين أقرانه، ويصاحبها عادة إصدار أصوات مرتفعة، وترك آثار وراءهم بسبب احتكاك إطارات السيارات، وقد تؤدي بكثيرين ممن يمارسون تلك الأفعال غير المدروسة إلى فقدان حياتهم كون من يخوضها يقامر بحياته.
وأشار مختصون في علم النفس والاجتماع إلى أن معظم الشباب الذين يعيشون حالة من الفراغ، أو الفشل في الدراسة أو العمل، والتعرض للعنف الأسري والتفكك، ومختلف ضغوط الحياة يلجؤون لهذا النوع من مجال اللعب واللهو، كبديل عما يعانونه من عقد نفسية، فيرغبون بإظهار أنفسهم بدور المغامرين، وهي تجربة مميتة حتما.
ويرجع هذا النشاط الغريب والمتهور إلى السبعينيات من القرن الماضي، إذ ظهر لأول مرة في الخليج العربي، حيث ولع به الشبان السعوديين، حين استخدموه هناك كإحدى الوسائل الترفيهية، ويلجأ البعض لأماكن نائية أو غير مرخصة لممارسته، وهو أقرب ما يكون إلى نمط تنافسي وحماسي لمهارات قيادة السيارات والمناورة بها بين أعضاء مجموعة شبابية معينة، ويعدونه عملا بطوليا، وتسبب تلك الظاهرة أصواتا تزعج المارة أو سكان المناطق القريبة من هذه السباقات، ومما زاد من خطورة الأمر هو تحولها إلى العالم الافتراضي من خلال إصدار تطبيقات إلكترونية خاصة بهذه الممارسة، لتشكل تهديدا على نمو الأطفال الإدراكي ودفعهم للتقليد. 
لذلك من المفترض أن تسن القوانين التي تردع هؤلاء، خاصة أن كثيرا منهم يسبب حوادث في الطرقات أو للجمهور المتابع لهم، واتخاذ الحلول الأمنية لوقف الظاهرة، كما ويلعب الإعلام دوره في محاربتها، والتأكيد على خطورتها ونتائجها السيئة، بنشر التوعية والتثقيف بين أفراد المجتمع، وإطلاق المبادرات المجتمعية لإنقاذ حياة الشباب الطائش، والتأكيد على أهمية دور المدرسة في تنبيه الطلبة على خطورة الأمر وعواقبه الوخيمة، وتفريغ طاقتهم بهوايات وأنشطة نافعة، وغير مؤذية ولا تسبب ضررا للآخرين، إضافة إلى ضرورة أن تتابع الأسر أبناءها، وتراقب سلوكهم، وعدم ترك سياراتهم تحت تصرفهم، وتهذيبهم والحد من سلوكهم المفرط والمنحرف، واحتوائهم وتقديم لهم النصح.