الجوية والشرطة .. كلام متأخر

الرياضة 2021/05/11
...

خالد جاسم
 
بعدَ العروض السيئة والنتائج البائسة لناديي القوة الجوية والشرطة وخروجهما الدراماتيكي الحزين والمتوقع من تصفيات المجموعات في دوري أبطال اسيا حيث وصفت تلك المشاركة بالأسوأ على مدى حضورنا في المعترك الكروي الاسيوي , اعتذرت عن الظهور أو التحدث عن تلك المشاركة في العديد من القنوات العربية التي اتصلت بي متعكزا على ظرف صحي طارئ في تبرير هذا الاعتذار لكنني في حقيقة الأمر تجنبت الظهور في تلك القنوات ليس لادراكي المسبق أن بعضا منها يسعى نحو رخص في الاثارة واستثمار ما حدث لالحاق المزيد من الأذى بالكرة العراقية , بل ولقناعتي الثابتة بعدم جواز نشر غسيلنا ومهما كانت درجة وساخته على حبال الاعلام الخارجي ,وكثير من قنواته ومحطاته الفضائية تتصيد مثل هذه الفرص التي وقع في مصائدها كثيرون سواء كانوا مدربين أو اداريين أو اعلاميين من الذين أطلقوا العنان لأنفسهم في الحديث عن أمور وقضايا لا يجدر بنا كعراقيين ومهما بلغت درجة سوء الاخرين من جلدتنا أن نقدمها لهذا النوع من الاعلام الذي لا تعنيه مسألة حبنا وحرصنا على سمعة الكرة العراقية ومكانتها , بقدر حرصه على تقديمنا وكأننا عشائر وقبائل رفعت السيوف وفضلت القتال في ما بينها ولا خيار اخر لديها في معالجة قضاياها وحل مشكلاتها .
 كنت أتهرب من الظهور, ليس بمعنى الهروب أو التملص الصريح من الأسئلة التي ترتدي لبوسا كرويا لكنها تخفي ما تخفيه , بل وكان في استطاعتي إغلاق أي منفذ لحرف محور الحديث خارج ما حدث للصقور والقيثارة في المولد الاسيوي ,وأنا أدرك وأعلم وأعرف جيدا المخفي والمستور من أمور فرقنا ومنتخباتنا التي يتفجر بعضها في هذا الحدث أو ذاك المعترك , وكانت جميع الأطراف التي اسهمت وبحصص مختلفة لكنها مؤثرة في ذبح الكرة العراقية واعلان تشييعها الى مثواها الاخير اسيويا حاضرة تتفرج على ماحدث , واللافت أن كثيرا من هؤلاء كانوا يتسابقون في مناسبات مختلفة على الذبح الصريح للكرة العراقية في فضائيات بعضها تريد النيل من كل ماهو عراقي وبعضها الاخر يستدرجنا الى لعبة قتال في ما بيننا تحقيقا لاثارة رخيصة نحن الخاسرون فيها في مطلق الأحوال , وكان في الامكان التعكز في بعض الاجابات على الظروف الصعبة التي واجهت الجوية والشرطة في مشوار اعدادهما البائس لدوري أبطال اسيا  مع أن هذا التعكز يقف على قشر المشكلة وليس مضمونها  الحقيقي . نعم .. حاولت بعض الأطراف وفي أسلوب يقترب من الرياء والانتهازية والقفز على الحقائق ان تنأى بنفسها عن مسؤولية ما حدث بالرغم من ادراكها انها جميعا شاركت بصورة أو بأخرى في صناعة الهزيمة أو تهيئة المناخ والبيئة التي احتضنت المأساة الكروية العراقية بمنتهى اليسر والراحة , ومرة أخرى سوف نقع في ذات الأخطاء وفي نفس الطريقة الساذجة والمتخلفة في رصد الخطأ ومعالجته عبر المناداة بتشكيل لجنة تحقيقية .. أو لجنة للتقصي والاستكشاف أو عقد اجتماع طارئ , أو تصدير الأزمة الى لجنة شكلية من لجان اتحاد الكرة ,وكأننا أمام مهمة عسيرة لاكتشاف مجاهل قارة جديدة أو البحث المجهري عن فيروس مدمر من دون أن يستحي أولياء الأمر من اطلاق تلك الوعود التصحيحية , لأنهم يدركون من هو السبب ومن كان وراء ما حدث ,وهم في المقدمة طبعا في مقصورة الاتهام التي لا تستطيع لا لجنة التقصي ولا أية لجنة أخرى ان تجرؤ وتؤشر بأصابع الحقيقة المرة والمريرة على من كانوا السبب في الذي حدث وبالتالي سيكون حال أية معالجة أو اجراء , لا يتعدى نطاق امتصاص نقمة الجماهير وتسجيل الحادثة أو تقييد الجريمة ضد مجهول كما جرت العادة.!