تعودُ المطالبة ببناء مسجد في ساحة تقسيم وسط اسطنبول التركية الى ستينيات القرن الماضي. لكنَّ السلطات كانت تمانع لرمزية الساحة بوصفها قلعة العلمانيَّة في تركيا. وحاول أردوغان عام 1994 حينما كان رئيساً لبلدية اسطنبول أنْ يمرِّرَ القرار ببناء المسجد، إلا أنَّ التيارات السياسيَّة العلمانيَّة كانت أقوى منه.
كانت منطقة تقسيم تعدُّ مركز الوجود المسيحي في اسطنبول منذ العهد العثماني، وفيها عددٌ من الكنائس، إلا أنها تخلو من مسجد. كما أنَّ تمثال مصطفى كمال اتاتورك وسط الساحة يعدُّ رمزاً للعلمانيَّة المتطرفة التي تواجه بقوة أي زحف ديني.
عام 2013 كان المكان مسرحاً لمواجهات شديدة بين المتظاهرين بالضد من هيمنة حزب أردوغان الإسلامي العدالة والتنمية.
اليوم نجح أردوغان في إقامة المسجد في المنطقة، وصلى فيه أردوغان خلال الجمعة الأخيرة من رمضان الماضي، إلا أنَّ الاعتراضات ما زالت تلهب الرأي العام في محاولة لصد نفوذ الإسلاميين. ويرى المعارضون أنَّ مشروع المسجد هو محاولة لإضفاء صبغة دينيَّة أكبر على اسطنبول وميدانها المركزي، إلى جانب إضعاف مكانة نصب أتاتورك التذكاري الأبرز في الميدان وضمن خطة متكاملة يهدف من خلالها أردوغان إلى نزع مكانة ذكرى أتاتورك من الشعب التركي، بحسبهم.