زهير الجبوري
لم تكن وسائل الاتصال في راهننا اليوم سوى تعبير عن حقيقة الاثارة والدهشة للأخبار والأحداث المتسارعة والمتهالكة دفعة واحدة، ولم تكن الفضائيات على قدرٍ وافٍ في التعامل مع كل حالة معينة تمس الجانب الاجتماعي او السياسي في البلد، الاّ ما تقتضيه المصلحة الخاصة بها او بالأحرى ما تتطلبه سياستها، ولنا برهان على ذلك بعد حياة ما بعد 2003، حيث شكّل هذا الانفتاح مساحة واسعة في التلقي «المواطن»، وكان له الأثر الواضح والمؤثر، وبذلك اصبحت الحرية المرجوة لا تقاس بمديات محدودوة بقدر ما جاءت بلهفة بعد الكبت، الذي عاشه المجتمع العراقي في تلك
الفترة.
إنَّ الدافع الأساس الذي جعلني اتناول هذا الموضوع واتحدث عنه بايجاز، هو الدور الذي تقوم به بعض الفضائيات في تناول موضوعات لها تأثير واضح عند ابناء الشعب، ولعلني هنا استوقف موضوعة واحدة فقط، وهي تتضمن مصير ابنائنا الطلبة ومصير حياتهم الدراسية في الوقت الحالي، حيث أشارت بعض الفضائيات الى التوصية التي طرحتها اللجنة النيابية الخاصة بالتربية حول مناقشة انهاء العام الدراسي للصفوف غير المنتهية واعتماد امتحانات نصف السنة هي الفصيل النهائي لهذا الموسم الدراسي، وهذا الأمر أثار بشكل غير مباشر جميع مديريات التربية في البلد مع مدارسها الحكومية والأهلية، ولو أخذ الموضوع بعين الجد وانهيت السنة الدراسية بهذا الشكل، فلماذا التأخير بمثل هذه القرارات، بعد أن باشر الجميع في اعطاء دروس الكترونية في الفصل الثاني من هذا العام، تقابلها دروس حضورية للصفوف غير المنتهية، ربما هذا القلق تكون له تأثيرات سلبية لدى الجميع، ولأن «الميديا» هي المرآة العاكسة للمجتمع ولها مصادر التموين «المعلوماتي» فهذا يؤكد حقيقة تطبيق الخبر بدرجة كبيرة، وكأن الخبر مبيت وجاء دوره للاعلان عنه، مع أن جميع الحجج تحتمل تكتسب العذر بسبب جائحة كورونا وتأثيراتها السلبية في البلد وفي العالم ككل، ولا أدري ان شاطرني الرأي أحد بأن محنة الوباء والخوف منه كان الجزء الأكبر منه هو الجانب الاعلامي، فأي لعنة هذه (الميديا) التي غيرت كل تفاصيل
العالم.