طهران: وكالات
تبادل المرشحون للانتخابات الرئاسية في إيران الانتقادات الحادة في مناظرة متلفزة أجريت مساء أمس الأول السبت، إذ اتهم كل منهم الآخر بالخيانة أو الافتقار إلى الكفاءة العلمية اللازمة لإدارة اقتصاد البلاد، وبينما هاجم المرشحون المحافظون الخمسة أداء الرئيس المنتهية ولايته حسن روحاني بعد 8 سنوات في السلطة، ألقى المرشح المعتدل والرئيس السابق للبنك المركزي عبد الناصر همتي باللائمة على "المحافظين في إذكاء التوتر مع الغرب"، مشيرا الى أن هذا الأمر "تسبب في تفاقم المصاعب الاقتصادية الإيرانية".
وفي أول جولة من 3 مناظرات استعدادا للانتخابات المزمعة في الـ18 من حزيران الجاري، اتهم رئيس الحرس الثوري السابق محسن رضائي المرشح المعتدل همتي "بالرضوخ الكامل" للعقوبات الأميركية، وقال: إنه "ينبغي أن يواجه اتهامات بالخيانة".
وأضاف رضائي: "إذا أصبحت رئيساً سأفرض حظراً على همتي وعدد آخر من المسؤولين بحكومة روحاني وأمنعهم من مغادرة البلاد وسوف أثبت في المحكمة الأدوار الخائنة التي قاموا بها".
من جهته، اتهم همتي "غلاة المحافظين بأنهم وراء عزلة إيران على الساحة الدولية وتقويض اقتصادها"، وقال: "لقد أغلقتم اقتصادنا واتصالاتنا الخارجية، أطالبك أنت وأصدقاءك، أرجوكم، أتركوا اقتصادنا وعندئذ سيتحسن الاقتصاد الإيراني بكل تأكيد".
وبعد المناظرة طلب علي ربيعي المتحدث باسم الحكومة من التلفزيون الرسمي إتاحة الفرصة للحكومة للرد على "الاتهامات والافتراءات" التي أثيرت ضدها من جانب بعض المرشحين.
وسيخوض السباق 7 مرشحين، هم 5 بين محافظين متشددين وأقل تشدداً، ومعتدلان غير بارزين.
إلى ذلك، أكد محلل سياسي روسي أن الحرائق والانفجارات التي شهدتها وتشهدها إيران "ناجمة عن أعمال تخريب"، وقال أرتيمي شارابوف في صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس": إن التساؤل الواقعي يشير إلى تزايد عمليات التخريب ضد إيران، فإلى متى تصبر طهران؟.
وجاء في المقال: "ذكرت وسائل إعلام محلية أن السلطات الإسرائيلية تستفز إيران للدخول في حرب مفتوحة معها، وبحسبهم، دبرت المخابرات الإسرائيلية حادث حريق السفينة الإيرانية الذي أدى إلى تدميرها بالكامل، وبعد ساعات، وردت أنباء عن اندلاع حريق في مصفاة نفط إيرانية في طهران".
ووفقا للخبير العسكري يوري لامين، يستخدم نتنياهو عامل "التهديد الإيراني" لتعزيز موقفه، ولكن مع استقالته، قد يزداد احتمال نشوب صراع إيراني-إسرائيلي واسع النطاق، وقال: إن "سلسلة أعمال التخريب هذه مستمرة منذ فترة طويلة، منذ أن بدأت إعادة الانتخابات المتكررة في إسرائيل، فنتنياهو يحاول إثارة طهران واستفزازها للقيام بعدوان لمنع استعادة الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة، فهل هو مستعد لبدء حرب من أجل ذلك؟ الآن، من المستحيل الإجابة عن هذا السؤال على وجه اليقين، لكن الهجمات على إيران مستمرة، ولا تزال حكومة حسن روحاني الإيرانية تحاول التمسك بسياسة (التقاعس الاستراتيجي)، أي تحاول عدم الرد علانية، لكن الحالة قد تزداد سوءا بسبب الوضع الداخلي في إيران.
وأضاف المقال، أن "المرشح الأقوى في إيران هو إبراهيم رئيسي، إنه يمثل الدوائر الأكثر راديكالية في المجتمع الإيراني، ولديه ناخبون أكثر حدة قد يطالبون برد أكثر حسماً على العدوان الإسرائيلي، وفي إسرائيل يتجه الراديكاليون للسيطرة، وأود القول إنه لا يوجد (حمام) هناك، فالكل (صقور)، لذلك، فإن الخطاب الحربي سوف يتصاعد، لأن إيران لا تستطيع الرد بعد بكل قوتها. هم يعرفون ذلك ويستغلونه. من ناحية أخرى، هم لم يتكبدوا حتى الآن خسائر لا تعوض في هذه المواجهة، لذا يمكنهم الصبر قليلا. لكن هنا يعتمد الكثير على ما يمكن أن يُقدم عليه نتنياهو من أجل الاحتفاظ بالسلطة، فإيران ليست غزة، ولن تنجح معها حرب صغيرة مظفرة".