حسين الذكر
لم اقصد بهذا العمود أن التطرق الى الرياضة بوصفها أداة تنافسية تدعو الى الترويح والامتاع لجميع طبقات المجتمع، لاسيما من ينظرون لها على أساسها الاستهلاكي الممتع، لكن نظرة عابرة الى ملايين ومليارات المتابعين الرياضيين عامة والكرويين خاصة
تجعل من الملف الرياضي ذات جنبة اجتماعية لا يمكن فصلها عن بقية الملفات، خصوصا بعد ان دخل مجال التسويق وتنبه له اهل الفكر الاقتصادي، ممن اخذوا يدخلون القطاع الرياضي كمسوقين او رعاة او مستثمرين او تجار مغامرين يمتلكون الجرأة، والحس وقراءة المستقبل.
في رؤية جديدة اعلن البروفسور ارنست فنغر ذلك المدرب الفرنسي الكبير الذي لم يقترن اسمه بتحقيق البطولات والإنجازات، بالرغم من كونه كان على دفة قيادة فريق يعد الأفضل من بين فرق العالم ولسنوات طويلة جدا، فالارسنال لا يقل شأنا عن بقية رؤوس اهل الكرة في اصقاع الكرة الأرضية، لكن شهرته فاقت الافاق وتخصصت في عملية صناعة النجوم ودر الأرباح على ناديه وادارته، التي لم تحاسبه على النتائج بقدر ما كانت تكبر فيه فن صناعة النجوم، وما يتبعه من عمليات أرباح ضخمة، لم تكن في حسابات الرجل. الذي وجد نفسه مؤخرا مسؤولا عن ملف التطوير لدى الفيفا كأعلى سلطة يمكن لها ان تعمل في نطاق تطوير الملف الكروي وانعكاساته المنتظرة على بقية صنوف وميادين الرياضة، من الناحية التسويقية وإمكانية استنطاق المال في مواقع ظلت طوال عمرها السابق تعتمد على المال العام او المهدور. بينما اكتشفت اليوم مناجم تفوق في عطاءاتها وايراداتها حتى الذهب الأصفر
والأبيض.
يقول فنكر لقد ولت مقولة ابعاد كرة الرياضة عن السياسية، اذ ان تاثرها وتاثيرها بالمجتمع جعل منها ليس أداة دبلوماسية ناعمة، كما كانت توصف من قبل، بل غدت أداة لتطوير المجتمع وقيادته نحو رفاهيته وصحته وحضارته كجزء فلسفة الحكومات الواعية لاستنهاض كل القدرات، لاسيما الكامنة منها لخدمة ورقي الشعوب.
هنا تكمن فلسفة جديدة ينبغي ان نتبعها بالاعتماد على فلاسفة المال والرياضة والعقول التسويقية التي تمتلك قدرات تحويل الماكنة الرياضة العملاقة واذرعها المتشابكة، الى طرق ووسائل لجذب المشاركة والمساهمة تحت عنوان تحقيق الأرباح، شريطة ألا تكون احتكارية ولا استحمارية، بل احترافية صرفة، وهذا ما نحتاجه في عالم اليوم.