مفاجآت الانتخابات الإيرانيَّة

آراء 2021/06/09
...

 د. كريم شغيدل 
 
في إيران يعد الإسلام هوية نظام، وليس حكماً إسلامياً، كما يرى الإصلاحيون، ويحذرون من تغيير تلك الهوية، والإصلاحيون في مواجهة دائمة مع الذين يميلون للنظام المحافظ، كما حذروا في خضم الصراعات الدائرة الآن بشأن الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في «18» من شهر حزيران الحالي، من هندسة الانتخابات، نتيجة استبعاد مجلس صيانة الدستور لعدد من المرشحين، لكن المرشد الأعلى الذي يختار نصف أعضاء ذلك المجلس الاثني عشر، قد طلب إعادة النظر في المرشحين المستبعدين، والصراع الانتخابي قد وصل ذروته بين المحافظين والإصلاحيين، وهناك تحذيرات من مختلف الأطراف، وعلى رأسهم المرشد الأعلى، من مقاطعة الانتخابات، ويرى البعض أن المقاطعة ستكون ضربة قاصمة للديمقراطية، وقد وصلت المناظرات بين المرشحين إلى تبادل التهم بالخيانة.
الديمقراطية في إيران - في تقديرنا - كانت تعد أنموذجاً معتدلاً، بل هناك ثقافة ديمقراطية لدى الناخبين كرستها التجربة، لكنها اليوم لا تخلو من تدخلات غير قانونية، فالمتشددون أكثر حظوة لدى المؤسسات الفاعلة كمجلس صيانة الدستور والحرس الثوري وغيرها، بينما يحاول بعضهم إرضاء الإصلاحيين تخوفاً من تفجر الشارع الإيراني، كما حدث عشية انتخاب أحمدي نجاد، وكذلك في انتخابات 2017 إذ بلغت الاحتجاجات ذروتها، وتخللتها أعمال عنف واعتقالات وما إلى ذلك، ويرى المراقبون أن الشارع الإيراني يسعى للتغيير من أجل التخلص من العقوبات الاقتصادية، في حين يرى المحافظون أن معيار الوطنية هو التشدد في مقاطعة الغرب، لا سيما أميركا، مقابل سعي الإصلاحيين إلى الانفتاح وبناء علاقات متوازنة.
جبهة الإصلاحيين أعلنت عدم تمثيلها في الانتخابات، بعد استبعاد مرشحيها التسعة، وقد وصف الرئيس الحالي حسن روحاني، في رسالة موجهة إلى المرشد الأعلى يدعوه فيها إلى التدخل بشأن استبعاد المعتدلين والإصلاحيين، بأن الانتخابات ستكون «جثة 
هامدة».
عادة ما يشار تصريحاً أو تلميحاً إلى خلفية المرشحين، فهذا يمثل امتداداً لخاتمي، وذاك يمثل ولاية ثالثة لروحاني، وهذا مرشح المرشد الأعلى، وذاك مرشح رفسنجاني، وذلك مرشح الحرس الثوري، ولا تمثل الانتخابات التمهيدية قراراً حاسماً، فثمة مفاجآت في اللحظات الأخيرة التي تثير رغبة المشاركة وحث الناخبين، على مواقع التواصل الاجتماعي، لاختيار من يتأملون منه حلاً لأزمات إيران السياسية والاقتصادية.