الكهرباء ومعاناة العراقيين

آراء 2021/06/10
...

 اياد مهدي عباس
 
مع بداية كل صيف جديد تتجدد معه معاناة العراقيين وصراعهم المرير والطويل مع نقص الطاقة الكهربائية. ففي الوقت الذي يتصدر فيه العراق قائمة اعلى درجات الحرارة في العالم، نلاحظ مسلسل انقطاع التيار الكهربائي يهيمن على المشهد اليومي لحياة الناس ما يجعل المواطن العراقي يعيش تحت وطأة الضغوط النفسية 
الكبيرة.
إن انقطاع التيار الكهربائي بالنسبة للمواطن العراقي يعني زيادة في الارهاق والإنفاق، حيث يتسبب انقطاعها المستمر بعض الامراض النفسية كالتوتر والضيق والاكتئاب وقلة النوم وعدم الراحة الجسدية وعدم الشعور بالاطمئنان، وبالتالي تكون هنالك حالات من التوتر العصبي المستمر، خصوصا مع الارتفاع الشديد بدرجات الحرارة مما يؤثر في المهام الحياتية للمواطن العراقي.  
إن الحديث عن موضوع الكهرباء في حياتنا اليومية، لم يكن حديثا مسليا وعابرا بقدر ما هو حديث عن معاناة طويلة لشعب يمتلك كل مقومات الرفاهية والراحة، لكن منذ عقود من الزمن كانت وما زالت الطاقة الكهربائية هي الشغل الشاغل له وكأنما هي المعضلة التي خُلقت من دون حل. 
 بينما نشاهد الدول التي لاتمتلك أعشار ما يملكه العراق من ثروات مادية وخبرات فنية اصبحت تمتلك مشاريع عملاقة لتوليد الطاقة الكهربائية وتمكنت من الوصول الى حالة الاكتفاء الذاتي، بسبب ايمانها بأهمية الطاقة الكهربائية كعامل اساسي في احداث التنمية 
المستدامة. 
إن بناء مشاريع توليد الطاقة الكهربائية في اي بلد من البلدان هي خطوة باتجاة تعزيز الاستقلال السياسي والاقتصادي والاجتماعي فيه. بينما البلدان التي تعاني من نقص في الطاقة الكهربائية باتت خاضعة لضغوطات سياسية واقتصادية من قبل تلك الدول التي تقوم بتجهيزها بالطاقة، وبالتالي يتعرض استقلالها السياسي والاقتصادي للخطر لذا على الحكومات العراقية المتعاقبة أن تضع ضمن حساباتها إن اهم منجز تقدمه للشعب ودليل نجاحها في قيادة البلد، هو الاسراع في بناء مشاريع لتوليد الطاقة الكهربائية والوصول الى حالة الاكتفاء الذاتي والقضاء على ازمة الطاقة، وان يحظى هذا القطاع بجدية واهتمام كبيرين، وان يكون بعيدا عن المزايدات السياسية والصفقات الحزبية، خصوصا عدم وجود معوقات مالية تحول دون تحقيق ذلك سوى توفر الارادة الوطنية والقرار السياسي الشجاع.