متسولون أغنياء

آراء 2021/06/12
...

 حسين علي الحمداني
من الظواهر التي بدأت تتسع في الشارع العراقي ظاهرة التسول التي يمتهنها الصغار والكبار والرجال والنساء، مضافا لذلك ظاهرة تسول المقيمين في العراق من جنسيات أخرى وأبرزهم من الجنسية السورية، الذين نجحوا في السكن في المدن العراقية وكسبوا تعاطفا كبيرا من أبناء العراق عبر دعمهم بالملابس والمواد الغذائية وغيرها، فكانت مهنتهم الوحيدة هي التسول
 
لهذا نجد أن هذه الظاهرة شوهت الشارع العراقي كثيرا، خاصة أن عملية التسول هذه لها طرقها الجديدة والتي تتمثل بطرق الأبواب على شكل مجموعات تطلب المال دون سواه، والبعض منها لا يقبل بالقليل أو الممكن بل يبحث عن أكثر من ذلك. ومن الطرق الجديدة النساء الأنيقات في ملبسهن وكلامهن الناعم وهن يطرق أبواب البيوت وبلكنة شامية يطلبن مبلغا معينا من المال.
الخطر الأكبر يكمن إن هذه الظاهرة شجعت بعض الشباب العراقي على فعل ذلك والأمر لا يكلفه سوى الانتقال من مدينته إلى مدينة قريبة، وارتداء ملابس رثة وتأجير طفل مع حمل بعض التقارير الطبية توضع أمام الطفل لينال بها عطف الناس.
لهذا نجد من الضروري جدا أن تكون هنالك حملات تنظيف الشارع العراقي من المتسولين بكل أصنافهم، خاصة أنهم وسط ممكن أن يندس بينهم من يريد شرا بنا من الإرهابيين من جانب، ومن جانب آخر لما لهذه الظاهرة من سلبيات كبيرة إذا ما اتخذها البعض مهنة له وهي مربحة، حيث نجد أغلب هؤلاء المتسولين في نهاية يوم عملهم يقفون أمام المحال لتصريف ما لديهم من أموال «ربع وألف دينار» إلى عملات من فئات أكبر، وهذا يعني أن حاجتهم للمال ليس لتوفير متطلبات الحياة اليومية بل للبحث عن رفاهية كبيرة جدا، ولا ننسى هنا القصص الكثيرة التي سمعناها عن «الشحاذتين» وما يمتلكونه من أموال وعقارات والكثير من هذه القصص حقيقية ولا مبالغة فيها كما يتصور
 البعض.