طهران: وكالات
انطلقت أمس السبت في العاصمة النمساوية فيينا، الجولة الجديدة من المفاوضات بين إيران والدول الموقعة على الاتفاق النووي، بهدف التوصل إلى تفاهم لعودة طهران وواشنطن إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي انسحبت منه الولايات المتحدة أبان عهد الرئيس السابق دونالد ترامب.
وبينما تستعد إيران يوم الجمعة المقبل لخوض الانتخابات الرئاسية، قال مرشح الرئاسة محسن مهر علي زادة، إنه مستعد للقاء الرئيس الأميركي جو بايدن والملك السعودي سلمان بن عبد العزيز وولي عهده، بحال فوزه بالانتخابات.
وأضاف المرشح الرئاسي الإصلاحي في لقاء مع شبكة "روسيا اليوم" ضمن برنامج "نيوزميكر"، رداً على سؤال حول إمكانية لقائه الرئيس الأميركي إذا رفعت واشنطن العقوبات عن طهران خلال مباحثات فيينا: "ليس لدينا أي مشكلة في أي لقاء أو أي مباحثات مع أي دولة، باستثناء إسرائيل الغاصبة لفلسطين وراعية إرهاب الدولة، نحن دولة مسلمة مستقلة، لا نضع قيوداً على ذلك، وفي حال رأى النظام مصلحة في ذلك، فأنا مستعد للقاء السيد بايدن بكل تأكيد".
وتابع محسن مهر علي زادة: "لكن من الطبيعي أن تحقق أميركا شروط ذلك، وأن يتضح لإيران أنها ستكف عن سياساتها الشيطانية ضدنا".
وفي شأن آخر، أبدى المرشح محسن مهر علي زادة، كذلك استعداده للقاء الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده محمد بن سلمان، وقال: إنه "سيواصل المباحثات الجارية مع الرياض بوساطة عراقية في حال فوزه بالرئاسة"، مشدداً على ضرورة احترام مصالح البلدين في المنطقة.
من جانب آخر، نفى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، صحة التقارير الإعلامية بشأن نية بلاده بيع تكنولوجيا الأقمار الصناعية لإيران، واصفا إياها بـ"الهراء".
وقال بوتين، في مقابلة لقناة "NBC" الأميركية نشرت مقتطفات منها أمس السبت: "لدينا خطط للتعاون مع إيران بما في ذلك التعاون العسكري والتقني. لكن هذه (التقارير) مجرد أخبار كاذبة"، مضيفا: "أنا لا أعلم عنها شيئا. ربما هؤلاء الذين يتحدثون عن هذا الموضوع يعلمون أكثر. هذا هراء وقذارة".
وسبق أن نشرت صحيفة "واشنطن بوست" تقريراً قالت فيه إن روسيا كانت تنوي أن تعرض على إيران أنظمة متطورة لتكنولوجيا الأقمار الصناعية ستمكن القوات الإيرانية من مراقبة أهداف عسكرية بما في ذلك القوات الأميركية في العراق، بحسب الصحيفة الأميركية.
في ملف آخر، وجهت إيران انتقادات شديدة اللهجة إلى الرئيس المنتهية ولايته لجهاز "الموساد" الإسرائيلي، يوسي كوهين، على خلفية تصريحاته الإعلامية الأخيرة عن جهود تل أبيب الموجهة ضد علماء إيران.
وشدد المسؤول الإعلامي في مكتب البعثة الإيرانية لدى الأمم المتحدة، شاهرخ ناظمي، في حديث إلى وكالة "أسوشيتد برس" أمس السبت، على أن تصريحات رئيس "الموساد" السابق تمثل "النمط طويل الأمد للتخريب الإجرامي" الذي تتبعه تل أبيب ضد طهران، بما يشمل الهجمات بواسطة الدودة الحاسوسية الخبيثة (ستوكسنت) التي استهدفت منشأة نطنز النووية الإيرانية قبل أكثر من عقد.
وقال المسؤول الإيراني: "وصل النهج غير القانوني هذا إلى نقطة يهدد فيها مسؤول سابق لهذا النظام بلا خجل وبشكل صارخ علماءنا النوويين بالموت"، وتابع: "لا ينبغي التسامح مع هذا الجنون".
تأتي هذه التصريحات تعقيبا على المقابلة التي أجرتها مع كوهين، بعد أيام من استقالته، القناة الـ12 الإسرائيلية، وتحدث فيها رئيس "الموساد" المنتهية ولايته بقدر غير عادي من الصراحة عن سياسات تل أبيب العدائية إزاء الملف النووي الإيراني، وتطرق كوهين في المقابلة خاصة إلى أسلوب اغتيال العملاء المعنيين بتطوير برنامج طهران النووي، قائلا: "إذا كان من شأن شخص أن يشكل خطراً على مواطني إسرائيل، فينبغي إنهاء وجوده".