انتخاب إبراهيم رئيسي رئيساً جديداً لإيران
قضايا عربية ودولية
2021/06/20
+A
-A
طهران: محمد صالح صدقيان
أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية رسمياً أمس السبت، فوز رئيس الجهاز القضائي إبراهيم رئيسي في الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي جرت امس الاول الجمعة بحصوله على 62.24 % من أصوات الناخبين، وقال وزير الداخلية عبد الرضا رحماني فضلي: إن النتائج الرسمية أظهرت فوز رئيسي وحصوله على الأغلبية النسبية من مجموع 28 مليونا و600 ألف ناخب شاركوا في الانتخابات.
وأكد وزير الداخلية أن المرشح إبراهيم رئيسي حصل على 17 مليوناً و926 ألف صوت من أصوات الناخبين، معلناً رسمياً فوزه بمنصب الرئيس الإيراني خلفاً لحسن روحاني، وأوضح أن محسن رضائي جاء ثانياً بـ 3.412.712 صوتا بنسبة 11.54 %، وعبدالناصر همتي ثالثاً بـ 2.427.201 صوت بنسبة 8.39 %، ثم رابعاً أمیر حسین قاضي زاده بـ 999.718 صوتا بنسبة
2،5 %، بينما بلغ عدد الأصوات غير الصحيحة (البطاقات الباطلة) 3.726.870 صوتاً.
وأشار فضلي الى أن نسبة المشاركة الرسمية بلغت 48.8 % لمن يحق لهم التصويت وهو 59 مليونا و50 الف شخص؛ وهي نسبة يراها المراقبون على أنها منطقية على خلفية دعوات المقاطعة التي طالبت المواطنين بعدم المشاركة في الانتخابات، إضافة الى التحديات الاقتصادية والطبية التي تواجه المواطنين الإيرانيين، ونقلت وزارة الداخلية أن أعلى نسبة مشاركة كانت في محافظة خراسان مسقط رأس إبراهيم رئيسي حيث بلغت 71 %، بينما سجلت العاصمة طهران أقل نسبة وهي 24 %.
حديث روحاني
وفور ظهور النتائج الأولية توجه الرئيس الإيراني حسن روحاني صباح أمس السبت الى مكتب المرشح الفائز إبراهيم رئيسي في رئاسة السلطة القضائية لتهنئته، بينما بعث المرشحون الخاسرون برقيات تهنئة للمرشح الفائز.
وقال الرئيس روحاني خلال مؤتمر صحفي جمعه مع الرئيس المنتخب رئيسي: إنه "يضع جميع إمكانات الحكومة بتصرف رئيسي"، داعياً "جميع الوزارات التعاون معه لإنجاز مهمته والانتقال السلس للسلطة في 3 آب المقبل".
وأعرب روحاني عن قناعته بأن رئيسي سيكون "رئيساً للجميع" منذ توليه مقاليد الحكم، لافتاً إلى أن الرئيس المنتخب على دراية تامة بالأوضاع في داخل البلاد وتقلد مناصب مهمة خلال السنوات الماضية، آخرها رئيس السلطة القضائية، وأكد روحاني أن الحكومة بجميع وزرائها ستقف اعتبارا من اليوم إلى جانب رئيسي لتجاوز المرحلة الانتقادية بشكل جيد، كي يتمكن الرئيس المنتخب من تشكيل حكومة جديدة بنجاح، واصفاً الرئيس المنتخب بـ "السياسي الحكيم الذي سيدير البلد بشكل جيد" وسيعمل معه بجميع الملفات والقضايا المطروحة.
من جهته، أعرب الرئيس الجديد إبراهيم رئيسي، عن تمنياته بأن يكون "محل ثقة الشعب الإيراني الذي انتخبه"، وقال: "سأتعاون مع حكومة روحاني وسأعقد اجتماعات مع أعضاء حكومته للاطلاع على تجربتهم في إدارة البلاد"، داعياً جميع الخبراء والمفكرين إلى "تقديم وجهات نظرهم حول إدارة البلاد".
وأضاف "آمل التعويض عن الثقة التي منحني الشعب إياها"، مؤكدا أنه "سيشكل حكومة الشعب"، وتابع: "أتمنى القيام بالمهمة الثقيلة التي وضعها الشعب على كاهلي على أفضل نحو".
واعتبر المرشد الايراني الأعلى السيد علي خامنئي أن الشعب هو الفائز الأكبر في هذه الانتخابات، وأنه "أفشل مجدداً المؤامرات الخبيثة والحرب الاعلامية التي شنها العدو"؛ مشيداً بموقف الشعب الإيراني الذي شارك في الانتخابات على الرغم من المشكلات الاقتصادية والمعيشية والطبية والتحديات المختلفة.
توقعات ظريف ونجاد
من جانبه، توقع وزير الخارجية محمد جواد ظريف أن يتم الاتفاق على إحياء الاتفاق النووي مع الدول الغربية قبل موعد تسلم الرئيس المنتخب الذي وصفه بـ "الرجل العقلاني" في تعاطيه مع القضايا والملفات المختلفة.
وأضاف ظريف، خلال مشاركته أمس في منتدى أنطاليا الدبلوماسي في تركيا، بأنه يتعين على الجميع من الآن فصاعدا العمل مع رئيسي بصفته الرئيس المنتخب.
أما الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، فأكد في مقابلة مع وكالة "نوفوستي" الروسية، ان تغييرات كبيرة تنتظر بلاده بعد الانتخابات الرئاسية.
وأضاف"في المستقبل القريب، يجب أن نتوقع تغييرات كبيرة في العلاقات وبنية النظام العالمي، وينطبق الشيء نفسه في إيران، ستحدث تغييرات وإصلاحات كبيرة في إيران".
ونوه نجاد بأن "سياسة بلاده الخارجية، لن تشهد في المستقبل القريب أية تغيرات جدية"، وتابع القول: "لا يبدو لي، أنه ستكون هناك تغييرات كبيرة في السياسة الخارجية على المدى القصير، ولكن مع تطور النظام العالمي في المستقبل القريب، ستتغير العلاقات الدولية بشكل عام، وبالتالي ستؤثر هذه التغييرات أيضا في علاقات إيران".
برقيات تهنئة
وتسلم الرئيس المنتخب برقيات تهنئة من قبل عدد من رؤساء الدول الصديقة جاء في مقدمتها الرئيس العراقي برهم صالح والروسي فلاديمير بوتين والسوري بشار الأسد والباكستاني عمران خان.
كما هنأ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم إمارة دبي، إبراهيم رئيسي بفوزه بالانتخابات الرئاسية الإيرانية.
وكتب بن راشد عبر "تويتر": "نبارك لفخامة الرئيس المنتخب إبراهيم رئيسي فوزه بالانتخابات الرئاسية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية في دورتها الثالثة عشرة.. متمنين للجمهورية الإسلامية ولعلاقاتنا الثنائية معها دوام الاستقرار والاستمرار والازدهار".
وهنأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الرئيس الإيراني الجديد، وقال أردوغان، وفق ما نقلت وكالة أنباء "الأناضول": إنه "سيكون سعيداً بزيارة إيران عقب تخطي جائحة كورونا بمناسبة الاجتماع المقبل لمجلس التعاون التركي - الإيراني رفيع المستوى". بدورها، أكدت السفارة الروسية لدى طهران استعداد روسيا لتعزيز تعاونها مع إيران خلال تولي إبراهيم رئيسي رئاسة الجمهورية الإسلامية.
وقالت السفارة في بيان: "نحترم خيار الشعب الإيراني. إننا مستعدون للمضي قدما في توطيد تعاملنا مع الجمهورية الإسلامية في المجالات كافة، مثلما فعلنا في ظل حكم رؤساء إيران السابقين".
كما أشارت البعثة الدبلوماسية الروسية إلى أن "موسكو تعول على تطور التعاون متبادل المنفعة بين البلدين سواء في معالجة القضايا الإقليمية والدولية أو على المستوى الثنائي".
في المقابل، استدعت وزارة الخارجية الإيرانية، أمس السبت، السفير البريطاني لدى طهران، وسلمته رسالة احتجاج على خلفية تعرض ناخبين إيرانيين لمضايقات في لندن.
وقالت الخارجية الإيرانية: "بريطانيا لم تعمل بواجباتها لضمان أمن الناخبين الإيرانيين في بريطانيا"، لافتة إلى أن "عناصر إرهابية تتبع لقوى معادية تعرضت بالضرب والشتم لناخبين إيرانيين في بريطانيا".
وأضافت الخارجية "قنوات إعلامية تبث من بريطانيا باللغة الفارسية مثل (بي بي سي فارسي)، و(إيران إنترناشيونال)، حرضت الإيرانيين على مقاطعة الانتخابات والاحتجاجات الشعبية".
حادث مروحية
في السياق نفسه، أعلنت السلطات الإيرانية أن شخصاً لقي مصرعه وأصيب 11 آخرون جراء تحطم مروحية في محافظة خوزستان جنوب غربي البلاد.
وأكد محافظ خوزستان، قاسم سليماني دشتكي، أن المروحية المنكوبة تحطمت قرب مدينة دزفول، خلال نقلها صندوق اقتراع لانتخابات الرئاسة الإيرانية إلى هذه المدينة من منطقة "أحمد فدالة" الوعرة، وأشار المسؤول إلى أن جميع المصابين جراء الحادث نقلوا إلى المستشفى، غير أن حالة بعضهم متدهورة.