بيروت: جبار عودة الخطاط

رسالة شديدة اللهجة حملها الممثّل الأعلى للسياسة الخارجيّة في الاتحاد الأوروبي،جوزيب بوريل، إلى الساسة اللبنانيين في زيارته التي اختتمت، أمس الأحد، مفادها أن الاتحاد لا يمكن أن يبقى مكتوف الأيدي إزاء منهج (عدم استشعار المسؤولية) في التعاطي مع الأزمة اللبنانية المتفاقمة، 

ويبدو أن خيار "العصا" هو الأكثر ترجيحاً من التلويح بـ"الجزرة" في الأيام المقبلة. 

هذا الأمر سيتم ترجمته إلى حزمة تدابير وعقوبات تطول الساسة اللبنانيين في حال عدم تعاطيهم الإيجابي مع ملف تشكيل الحكومة كما صرح المسؤول الأوروبي في بيروت، فالمسؤول  الذي حمل أوراق الاتحاد وحط رحاله في بيروت، أبلغ رسالته الصارمة من دون مواربة، مشدداً على أن "الاتحاد الأوروبي قد أخد خيارات من بينها عقوبات على شخصيات لبنانية، ونأمل ألا نكون مضطرين للقيام بذلك ولكن هذا بين أيدي القادة اللبنانيين".في الأثناء، مازالت أزمة تشكيل حكومة المكلف سعد الحريري تراوح في مكانها برغم الجهود التي بذلت لردم فجوة الخلاف بين الفرقاء، والتي كان آخرها مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري المدعومة من قبل الاتحاد الأوروبي، إذ بقيت معضلة تسمية الوزيرين المسيحيين من خارج حصة الرئيس عون تحكم عقدتها على مسار التفاوض، بينما أكدت مصادر حزب الله أمس الأول السبت أن الرئيس عون سيطلق خلال الأيام القادمة ما أسمته بـ"المواقف الإيجابية" التي من شأنها أن تحرك الركود في ملف الخلاف بينه وبين الرئيس المكلف سعد الحريري.وفي الجانب الحياتي تفاقمت 

الأزمات التي بات ينوء تحت ضغطها المواطن اللبناني، فضلاً عن أزمة الغلاء وشح السلع وانهيار الليرة اللبنانية وصعوبة الحصول على المحروقات، وقد برزت أزمة خطيرة تتمثل بشح كبير في الأدوية والمستلزمات الطبية. في غضون ذلك، اتهم نائب رئيس مجلس النوابإيلي الفرزلي، أمس الأحد، رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بعرقلة تشكيل الحكومة، مؤكداً أن "الأزمة الحكومية باتت مستعصية على الحل لأن هناك اختلافا عميقا وواضحا بالنظرة إلى الأمور بين القوى المعنية بالتأليف". وحذر  الفرزلي من عاقبة الأوضاع الراهنة بقوله: إن "الأوضاع في لبنان وعلى مختلف الصعد تنذر بأن الآتي أسوأ مما نحن فيه وننتظر الارتطام الأكبر، وقد قالها رئيس الجمهورية وبالفم الملآن قبل 9 أشهر؛ إلى جهنم".