يكمن تمكين المرأة في وضع خطوات رئيسة لتحقيق مسعاها وذلك لبث الوعي الجمعي وعدم التمييز بين الجنسين ووضع خطط تحدد الاهتمام بتطوير المرأة اجتماعيا، ومهنيا وسياسيا وذلك على حد قولهم (المرأة نصف المجتمع)، فضلا عن كونها نصفه، فهي مربية نصفه الاخر. فإذا صلحت صلح المجتمع وتقدم.

وهي تهدف الى دعم المرأة وإيصالها بالفعل لمرحلة التمكين كي تنجح بخلق مجتمع واعٍ، بعيداً عن الهيمنة الذكورية غير المنصفة والتقاليد والأعراف الاجتماعية الجائرة مع ضمان صحة وسلامة وصولها لتحقيق رفاهيتها.

فهي طاقة عظيمة وقوة كبيرة لخير المجتمع يجب تفعيلها، من دون أن نهمل مساراتها ونضيّق طاقاتها الجمة، فتضييق الطاقة يؤدي إلى إحداث الخلل المؤثر قطعا على المجتمع ونسيج نظامه وحرمانه من اسهاماتها.

لذا فإن التمكين يعني المسؤولية ومواجهة المظاهر السلبية وفي حماية حقوقها الانسانية والجندرية ومواجهة الكثير من التحديات الاجتماعية والاعراف الضاغطة.

وفي واقعنا فإن العنف الاسري انشب مخالبه في الاسرة، فكانت المرأة احدى ضحاياه. بل في بعض الاحيان حولها الى وحش كاسر تحرق زوجها أو تقتل ابنها، متناسية أنها ذلك العنصر الرقيق الذي له كفاءته على جميع الفئات من حولها، وهي في كلا الحالتين ضحية الظروف والاحوال القاسية التي مرت بها الأسرة.

ومن أهم مجالات التمكين للمرأة تطويرها وتنميتها في الحقل السياسي، من خلال مشاركة اخيها الرجل، من دون تمييز او اقصاء لتنهض بالمجتمع، فتكون انموذجا مهما في الجانب القيادي النسوي.

ويكون على قائمة هذه المساهمات كلها هو الحرص على حضورها في الانشطة الثقافية، كي لا تلغي فقرة أنها بذات كيان وعفة وحياء وإن يكون ارتباط عملها المهني الموسع ضمن أوطر دينية ولكن بعيدة عن التعصب، تقوم بدورها عن طريق الحدود المجازة لها، فالدين الاسلامي هو حياة هانئة لمن يتقن قواعده بالصورة 

الصحيحة.

لأن لها دورا مهما وكبيرا في المجتمع ليس مقصورا على تربية الأطفال وإعداد الطعام، وإنما مدرسة متكاملة بوعيها تخرّج لنا أبطالا يحدد اتجاها بلوغ القمة، وبخلافها تخرج لنا أجيالا فاسدة تحدد اتجاها إلى السقوط، حيث القاع، إن أهملت تيارات نجاحها ووقفت ضدها العادات غير الصحيحة، فهذه مصيبة عظمى إن خالط فكر المرأة معالم مغلوطة مشبعة بالجهل أو التعصب.