غفران محمد: الفجوة الرياضيَّة كبيرة بين النساء والرجال

الرياضة 2021/06/22
...

  بغداد: سرور العلي 
 
بدأ شغف الشابة غفران خالد محمد بالرياضة مبكراً وذلك من خلال مشاركتها بالأنشطة الرياضيَّة المدرسية، وممارسة عدَّة رياضات منها الجمناستك والتنس والمبارزة، واعتيادها على مشاهدة المباريات التي تُعرض في التلفاز، وكانت أول فرصة لها حين كانت طالبة في كلية التربية الرياضية، لتحقق طموحها في خوض هذا المجال، ولتكون إحدى لاعبات المنتخب الوطني بالتنس.
هذه اللاعبة الشابة التي مارست العديد من الفعاليات، تحدثت إلى” الصباح الرياضي” عن مسيرتها قائلة: “كنت كثيرة المشاركة في حصص التربية الرياضية في المدرسة، وأنا في سنّ صغيرة، بالرغم من أنَّ الرياضة لم تحظ بالاهتمام والدعم الكبيرين، وفق نظام صحي معين يتعلق بنمط الحياة الصحية على الرغم من قلة معرفتي بكل هذه الأمور، بسبب حبي للرياضة التي ورثتها من والدي، ولكنّي لم أحظ بفرص حقيقية، بسبب تغيير السكن المستمر وعدم وجود مدرسة ثابتة ما أفقدني أصدقاء الطفولة “.
ولفتت محمد إلى أنَّ “أول فرصة لها كانت في دراستها الجامعية، إذ ذهبت إلى اتحاد التنس، واخبرتهم بأنها ترغب في أنْ تكون لاعبة، لكنها لم تحظ بتشجيع من قبل الأعضاء، الذين كانوا يبحثون عن فئة عمرية أصغر، لكن في النهاية تم قبولها”، موضحة أنّها “واصلت التدريب لتحسين مستواها، بمساعدة بعض المدربين في تطوير إمكانياتها باللعبة وتأهيلها “.
وبشأن مشاركاتها تشير الرياضية محمد إلى أنّها “حصلت على المركزين الثالث والرابع في بطولة التنس المحلية، إلى جانب أنّها كانت تمارس رياضة أخرى وهي المبارزة، ولم تكن تعرف الكثير عن هذه الفعالية إلا بعد تمثيلها نادي البريد للمبارزة”.
وتمضي بالقول: “عشقت هذه الفعالية وحصلت من خلالها على عدَّة أوسمة في البطولات المحلية، بالإضافة إلى شهادات تقديرية لدورات تدريبية وتحكيمية في عدَّة ألعاب”.
وأشارت محمد إلى أنّها “بعد تخرجها في الجامعة توجَّهت للعمل في أندية الرشاقة (gym)، وتخصَّصت في هذا المجال، أصبحت لديها خبرة كبيرة، ولاحظت التغيير الكبير في التوجهات الفكرية للأشخاص الذين يترددون على هذه الأندية”.
وتابعت القول: “في السابق كان الغرض من دخولها هو إنزال الوزن، وكلما رأوا شخصاً رشيقاً قالوا لم أنت هنا؟، أمَّا الآن فلم يعد الهدف من الرياضة مقتصراً على إنزال الوزن فحسب، بل أيضاً للحصول على جسم جميل من دون مزاولة الأنشطة الرياضية”.
وأضافت، “بدأ الترويج لفكرة تمارين المقاومة بالأوزان، وأصبحت حتى النساء يتفاخرنَ بالحجم العضلي لديهنَّ، بالإضافة إلى تأثير الرياضة من الناحية الصحية والنفسية للفرد، فلكلِّ شخص غاية لمزاولته الرياضة، وأحياناً تكون علاجية وهذا يعني أنَّ الهدف يختلف من شخص لآخر”.
وبشأن واقع الرياضة النسوية في العراق، أجابت محمد بابتسامة قائلة: “حقيقة كلمة رياضة تحمل معانيَ عدَّةً لو تكلمنا عن الرياضة في الصالات الرياضية، فهناك توجّه ملحوظ للنساء في قصد هذه الأماكن، ليس لدي إحصائية دقيقة بشأن عدد النساء اللواتي يذهبنَ للأندية الرياضية يومياً، ولكن تبقى الفجوة كبيرة بين النساء والرجال في ارتيادها، نفتقر جداً للرياضيات المحترفات في العراق “.
وختمت قائلة: “من البطلات اللاتي افتخر بهنَّ، العداءة دانة حسين المشاركة في أولمبياد 2008، وزميلتي بسمة أحمد بطلة العرب في رياضة الكيوكشن (احدى رياضات الفنون القتالية)، وبيّنت أنَّ قلّة وجود بطلات محترفات في العراق تعود لعدَّة أسباب منها اجتماعية وعرفية واقتصادية وغيرها “.