ليست حفلة تعارف!

الرياضة 2021/06/22
...

علي رياح  

منَ السهل ركوب الموجة خصوصا حين يأخذ الشحن العاطفي أبعد المديات، ويصبح الرأي المُغذي للشارع أو وسيلة التواصل الاجتماعي سائدا يغيب إزاءه الصوت المقابل.. الصوت الذي افترض أنه هادئ ويضع الحقائق والوقائع والأرقام والمعطيات أمام الناس.. ففي العادة هنا يأتي القرار سريعا في عز التداعيات ولا ينتظر أية فكرة أخرى!  
بعد دقائق فقط من انتهاء مباراتنا التي خسرناها أمام إيران كتبت انطباعي الأول وفيه سجلت السطور التالية بالنص:  
أولا: دعوت المدرب كاتانيتش إلى الاستماع إلى كل صوت مُنصف كي يجري مراجعة موضوعية لوضع المنتخب وصفوفه ولاعبيه قبل مواجهة أقوياء آسيا في شوط التصفيات المقبل.  
ثانيا: ملف لاعبينا المغتربين أو المحترفين ينبغي أن يكون حاضرا في أية معالجات.  
ثالثا: قلت: لا يكفي لأي مدرب أن يستمع إلى صوته المنبثق من أعماقه وحده متصورا أنه سيدرك النجاح.. هنالك مثالب وثغرات أفرزتها الجولة المنتهية من التصفيات، ولا يصح أن ترافقنا إلى المخاض الأصعب!  
في مقابل هذه النقاط المحورية الثلاث، وهي مثالب مُسجَّلة على المدرب، فإنه لم تكن هنالك أية إشارة مني إلى رحيل كاتانيتش!  
الذي حصل بعد ذلك أن كثيرين استكثروا أن أضع النقاط النقدية هذه بعد دقائق فقط من نهاية المباراة وفي عز مشاعر السخط والألم ، من دون أن اتطرق إلى استقالة كاتانيتش أو إقالته ، وهنا لا بدّ من أن أسجل موقفي الصريح النابع من قناعتي من دون لبس أو مجاملة.  
أولا: كل المؤشرات والتسريبات التي شكلت غزوا مذهلا لوسائل التواصل الاجتماعي والتي تحدثت عن انتهاء علاقة المدرب، لم تنتج حتى اللحظة التي أكتب فيها المقال مدربا بديلا واضحا معينا لتولي المهمة بينما عامل الوقت المتبقي لانطلاق المرحلة الحاسمة من التصفيات يشكل ضغطا شديدا على الجميع ، أولهم المنتخب الوطني نفسه ، لا بل إننا لاحظنا في اليومين الماضيين أن هناك من يتحدث عن بقاء كاتانيتش بعد (امتصاص) موجة الغضب ، وبعد الشرخ الذي حصل مع كبار المسؤولين!  
ثانيا: كم يحتاج المدرب الجديد وسأفترض أنه واحد من أشهر مشاهير المهنة في العالم، من وقت كي يتعرف على أحوال المنتخب بل والكرة العراقية وفرقنا المحلية ثم وجوه اللاعبين الدوليين الحاليين ومن الممكن أن يستعين بهم من البدائل التي يطرحها الجمهور وأنا اتحدث هنا عن كثير أو قليل من لاعبينا في الخارج؟!  
ثالثا: الأمر لن يقتصر على المعرفة، فالحلول لا تبدأ وتنتهي بـ (حفلة تعارف)، لأن القادم الجديد مهما كان شأنه ومكانته ونجاحاته سيلجأ بسبب عدم المعرفة الكافية أو ضيق الوقت، إلى أن يفتح أذنيه ويرخي السمع لمساعديه أو من يجد فيهم موقع تقديم المشورة بشأن طبيعة اللاعبين المحليين والخارجيين على حد سواء.. وهنا سنصل إلى نقطة غاية في الأهمية وهي أن المدرب لن يتولى اختيار العناصر بشكل مطلق أو معقول وسيلجأ إلى (الآخرين) وقد جربنا هذا مرارا، فماذا كانت النتيجة؟  
بعد كل هذا الشرخ الحاصل بين كاتانيتش وأصحاب القرار وقطاع من الجمهور، سأجد هنا من يسألني: ما البديل؟ ما الذي تقترحه من حلول؟ وهو سؤال وجيه، وسأرد عليه بالعودة إلى الملاحظات الثلاث التي وضعتها في مطلع هذ المقال.. فأنا تحت ضغط الوقت لا أميل إلى التغيير، بل أدعو بدلا من ذلك إلى مواجهة كاتانيتش بأخطائه الناجمة عن تصلبه بلا معنى، ومواجهته بمخاوفه خلال إدارة المباريات وثم حثه على التحلي بالشجاعة في المباريات الصعبة (وكلها ستكون صعبة في المرحلة المقبلة).. هذا هو الرأي عندي ، حتى لو فات الأوان. نقطة رأس السطر!